Uncategorized

SW017 كيف تتحكم في أحلامك؟ (2) الأحلام الواضحة

كيف تتحكم في أحلامك؟ (2) الأحلام الواضحة

 في المرة الحلقة السابقة تكلمنا عن التحكم في الأحلام بشكل عام، وذكرت بعض القصص والشواهد على التحكم في الأحلام، وذكرت بعض المعلومات بسيطة في كيفية التحكم في الأحلام، ولكني لم أفصل فيها، وستكون هذه الحلقة عن التفصيل في طرق التحكم في الأحلام حتى يمكنك شخصيا التحكم فيها، إذا لم تستمع إلى الحلقة السابقة فأرجو أن تبدأ بها قبل الانطلاق في كيفية التحكم في الأحلام بشكل عملي. في هذه الحلقة سأتكلم عن الجاثوم الذي كما يقال أنه حالة الشلل التي تصيب الإنسان أثناء والنوم والتي يحس فيها وكأنما شيء يقف على صدره من جن أو شيطان أو ما أشبه، ما هو التفسير العلمي لهذا الشيء؟ وهل نحتاج إلى أن نخاف من الجاثوم أم لا؟ ثم سأسرد تجربتي الشخصية مع الجاثوم، وفي الأخير سأمر على النزع من الجسد، وما هو التفسير العلمي له.

لا تنسى أن تدعم السايوير بودكاست من خلال Patreon، كن مع الداعمين.
Become a Patron!

هناك عدة طرق للتحكم بالأحلام منها ما يسمى بالديلد (DILD) وهو حينما يبدأ الشخص بالأحلام بالطريقة العادية كما يحدث في حياتك اليومية، ولكن مع الوقت يكتشف الحالم أنه يحلم، وهناك أيضا النوع المسمى بالوايلد (WILD) وهو النوع الذي ينتقل فيه الشخص من حالة الوعي مباشرة إلى الأحلام من غير أن يفقد وعيه، والنوع الثالث والذي يسمى بمايلد (MILD)، والذي ينوي فيه الشخص قبل نومه أنه حينما يحلم سيكتشف أنه حالم. الكثير من الناس يتذكرون حادثة تحكم في الحلم حينما كانوا أطفالا، وأنا شخصيا أتذكر أنه عندما كنت في المرحلة المتوسطة حلمت أنني في المدرسة، ومن غير سابق إنذار علمت أنني أحلم أثناء تجولي في ساحة المدرسة، ولكن بم أعر هذه الحلم أية اهتمام، ولم تحدث لي هذه المصادفات بعدها كثيرا، إلى أن استطعت التحكم بالحلم عن طريق الطرق التي سأذكرها، وستأخذ بعض الوقت عند بعض الناس، وستكون سهلة للغير، فإذا لما يحالفك الحظ في المرات الأولى لا يعني أنك لن تقدر على التحكم في الأحلام، العملية ستستغرق بعض الوقت للوصول للتحكم في الأحلام.

كيف تعلم أنك انت الآن واعي أو أنك في حلم؟

السؤال الأول الذي سأبدأ فيه هو: كيف تعلم أنك انت الآن واعي أو أنك في حلم؟ فكر في الموضوع قليلا قبل أن تكمل القراءة، ربما ستقول أنا واعي لما يحدث حولي وأنا متأكد أنني في واقع وليس حلم، ولكن هذه الإجابة ليست كافية، ففي الأحلام أنت أيضا تعتقد أن الأمور تسير بشكلها الطبيعي، ولا تدري أنك في حلم أو حقيقة، ربما تقول سأقرص يدي فإذا أحسست بالألم فهذا دليل على أنني في اليقظة، ولكن هذا أيضا ليس بدليل، قد تحس في الألم أثناء النوم، منهم من يقول سأحاول الطيران فإن لم أستطع فأنا في اليقظة، ماذا لو لم تستطع الطيران أثناء الحلم لأنك في قرارة نفسك تعتقد أن الطيران لا يمكن القيام فيه، ولذلك لا تطير؟

تجارب ستيفن لابيرج

لنجيب على هذا السؤال بطريقة الدكتور ستيفن لابيرج، من خلال التجارب التي أجراها اكتشف أنه لو أنك أمسكت بورقة في يدك أو نظرت إلى الساعة الإلكترونية (دجيتل) على معصمك، ثم أنزلتها وأرجعتها مرة أخرى (أو فعلت ذلك عدة مرات) ستجد أنه في الحلم أن المعلومات على الورقة أو الساعة ستختلف، ولكن في الحياة العملية المعلومات لن تحتلف أبدا، فالورقة تحتوي على نفس المعلومات مهما أعدت النظر إليها، ما الذي يحدث في الحلم مما يجعل المعلومات تتغير؟ الذي يحدث في الحلم أنه الورقة هذه هي صنيع عقلك، ولا وجود لهذه الورقة في الحقيقة، لذلك حتى المعلومات التي عليها كلها أيضا من الخيال، لذلك حينما تقلب الورقة وترجعها للنظر إليها فإن عقلك سيملأها معلومات جديدة، وكذلك بالنسبة للساعة سيتغير الوقت فيها لأن عقلك سيقوم بذلك التغيير، وبالإمكان أيضا أن تضغط على أنفك لترى ما إذا كنت تستطيع البقاء على قيد الحياة من غير تنفس.

المشكلة هنا أنك في الحلم لن تتذكر أن تنظر إلى ساعتك ولا إلى ورقة (تستطيع أيضا أن تطفأ الأضواء عن طريق المفتاح وتفتحها كذا مرة، ستجد أن الأضواء لا تستجيب بالشكل الصحيح)، ولو كنا نتذكر، لكانت العلمية أسهل بكثير، ولما احتجنا لتمارين للتحكم بالأحلام، فما هي أولى الخطوات التي لابد من القيام بها؟ أول وأهم الطرق هي أن تعرف أن أنك تحلم، فكثير من الناس لا يعتقدون أنه يحلمون، ولكن الحقيقة أنهم يحلمون عدة مرات في الليلة الواحدة، فالخطوة الأولى في الصباح حينما تصحو من النوم وقبل أن تفتح عنينك أن تحاول أن تذكر أحلامك، حاول أن تتذكر الحالة النفسية التي كنت عليها، حاول أن تتذكر صورة معينة، وسترى أن مع الأيام ستبدأ ذاكرتك بالتنشط، بعدها ابدأ بتسجيل أحلامك في مذكرة، من المهم أن تقوم بتسجيل الأحلام بعد القيام من النوم مباشرة، خصوصا أن الأحلام تتبخر بسرعة من ذاكرتك، والكثير من الأحيان ستنتسى الحلم بعدها بقليل إلى الأبد.

هدف تسجيل الأحلام

ما هو الهدف من تسجيل الأحلام؟ الهدف الأول أنك ستعرف أنك تحلم، حيث يقول لابيرج في كتابه استكشاف عالم الأحلام الواضحة (Exploring the World of Lucid Dreaming): “من غير أن تتذكر أحلامك بامتياز لن تتحق لك الفرصة في الأحلام الواضحة”، والهدف الثاني والأهم هو معرفة ما هي الأمور التي تتكرر لديك في الحلم وتكون غريبة وغير منطيقة، وهذه الإشارات مهمة، حتى تنبه نفسك إليها، فإذا ما حلمت بها المرة القادمة تكون قد تهيأت لاكتشافها، وهذه هي النقطة الأساسية في تسجيل الأحلام، إذا كنت لا تستطيع التذكر الأحلام، فيقترح أن تفيق نفسك باستخدام الساعة المنبه بعد 4 ساعات ونصف او 6 أو  7 ساعات ونصف من النوم، حيث أن هذه الأوقات ترتبط بأوقات النوم المسمى بنو الريم (REM Sleep)، وأنك ربما ستوقض نفسك أثناء الحلم. الفكرة العامة أن يكون وقت قيامك بالمنبه بحيث يكون عدد الساعات التي نمتها تكون من مضاعفات الـ 90 دقيقة، أي مضاعفات الساعة والنصف. عندها ستعلم ما كنت تحلم به، ضع مدونتك عند فراشك لتكون قريبة لديك حتى تسجل الأحلام أولا بأول، ولا تتركها لوقت لاحق حيث أنك بالتأكيد ستنساها. وستكتشف أنك بمجرد تسجيلك لبعض الأحلام ستتذكر أكثر وأكثر. وللعلم فإن أحلامك في بداية الوقت من النوم ستكون مدتها قصيرة، مثل 10 دقائق، ولكن مع الوقت تطول مدتها لتصل إلى 45 دقيقة إلى ساعة كاملة قبل قيامك من النوم بعد 8 ثماني ساعات مثلا. هذا ما قمت به شخصيا واكتشفت أنني أحلم الكثير الكثير من الأحلام، ففي البداية كنت أجر الأحلام جرا من رأسي، وبصعوبة، ولكن مع الوقت وجدت أنني لا أحتاج لأن أسترجعها، بل كانت تتدفق بشكل طبيعي.

الأن نأتي لمشكلة الشك في ما إذا كنت تحلم أم لا، أنت في أيامك العادية، كم مرة تسأل نفسك ما إذا كنت تحلم أم لا؟ الجواب، أبدا، انت لا تسأل نفسك هذا السؤال أبدا، فكيف تتوقع أن تسأل نفسك هذا السؤال أثناء النوم؟ من الطبيعي أن تتجاهل ما إذا كنت تحلم أم لا، لذلك لابد أن تشكك نفسك أثناء اليقظة في ما إذا كنت تحلم أم لا حتى إذا ما نمت وحلمت تتساءل نفس السؤال بسبب العادة التي اكتسبتها أثناء اليقظة، وواحدة من هذه الأمور أن تنظر إلى ساعتك طوال اليوم، على فترات، حتى تتعود على القيام بنفس الخطوت، أو أن تنظر إلى ورقة أو ما أشبه.

المشكلة أن المنطق يتعطل أثناء الأحلام، فلن تتساءل عن غرابة مخاطبتك ابن عمك الذي نصف جسده من الأعلى جسد أسد، ويقود طائرة حربية بمخالبه أثناء توجهكما لصلاة الجمعة يوم الإثنين في  أعماق البحر، ولكن لو أنك تعود نفسك على التأكد وعلى ملاحظة هذه الغرائب بالأحلام ستتحول أحلامك إلى أحلام واضحة، أي أنها تتحول إلى أحلام بحيث تعلم أنها كذلك، فقبل أن تنام إنوي أنك لن تقبل السخافات في الحلم، بحيث أنك تهيئ نفسك قبل النوم لتشغيل بعضا من المنطق في عقلك. واسأل نفسك قبل أن تنام ما إذا كنت تحلم أم لا، بالإضافة إلى سؤالك لنفسك هذا السؤال طوال اليوم، حتى تعود نفسك على نفس السؤال أثناء النوم. ولا تسال نفسك بطريقة عفوية وأتوماتيكية، بل انظر حولك، وتساءل حتى تفعل نفس الشيء في الحلم. وحتى النية أنك ستحلم حلما واضحا قبل أن تنام يزيد من احتمال حلمك حلما واضحا.

الآن لنأتي إلى خطوات المايلد (MILD)

1. قبل أن تنام انوي أنك حينما ستقوم من النوم أنك ستتذكر الأحلام، واقصد ذلك.

2. حينما تقوم من النوم وفي أي وقت كان حاول أن تتذكر تفاصيل الأحلام التي حلمتها، وإذا أحسست بدوخة وتتجه للنوم مرة أخرى افعل شيئا لإيقاظ نفسك.

3. بعد تذكر تفاصيل الحلم ركز على فكرة أنك ستعلم أنك تحلم، قل لنفسك: “في الحلم القادم أريد أن أتذكر أنني أحلم”، واقصد هذا المعنى، لا تكن مجرد كلمات، وركز على هذه الفكرة الأساسية، وأذا ما انجرفت أفكارك إلى اشياء أخرى أرجع نفسك على هذه الفكرة.

4. الآن تخيل نفسك في الحلم الذي كنت تحلم به قبل أن تقوم من النوم، ولكن هذه المرة كن واعيا أنك تحلم،  ابحث عن إشارة تدلك أن ما تراه هو حلم وليس واقع، وفكر فيه، وحينما تفكر في هذه الإشارة قل لنفسك: “أنا أحلم.” ثم أكمل باقي الحلم.

5. اكمل حتى تخلص النية، ثم دعك نفسك تنزلق في النوم، ولا تدع نفسك تنجرف في أفكار أخرى قبل خلودك للنوم مرة أخرى.

عندها ستبدأ الأحلام الواضحة ، وستعلم أنك تحلم، وتستطيع تحقيق ما تريد.

هذه هي طريقة من الطرق، الطريقة الثانية هي أن تقوم بالوايلد (WILD)، وهذه الطريقة تختلف عن الطريقة السابقة في أنك تكون واعيا أثناء نومك بدلا من أن تنام ثم تحلم بحلما واضحا، وتعمتد هذه الفكرة بالأساس على التركيز على الصور التي تراها قبل النوم إلى أن تدخل إلى النوم. الطريقة:

1. استرخ كليا، أغلق عينيك، إرخ رأسك، ورقبتك، وظهرك، ويديك، ورجليك، ارخ عضلاتك وأرح تفكيرك، وتنفس بشكل طبيعي.

2.  وبعد أن تسترخي تماما ركز على الصور  التي تظهر في مخيلتك، وانظر إليها بتركيز مخفف ومن غير أن تجهد نفسك، ولا تحاول أن تبقي على الصور في ذهنك إذا ما انتقلت لصور أخرى، راقبها كأنك شخص خارجي ليست له علاقة فيها، هذه الصور ستبدأ وكأنها غير متصلة، ولكن مع الوقت ستتطور لتكون مشاهد متصلة أكثر تعقيدا.

3. حينما تصبح هذه الصورة متكونة من مشاهد متحركة متصلة مع بعضها، دع نفسك تدخل إلى عالم الأحلام، ولا تحاول أن ترغم نفسك على خلق المشهد، بل كن مراقبا خارجيا، ولا تنسى أنك تحلم الأن.

أهم ما في الموضوع أن لا تكون مشارك بشكل واضح في الصورة وإلا ستتوقف الصورة وتختفي، ودع نفسك تنجرف تدريجيا في الصورة والمشاهد، وأيضا انتبه فقد تدخل إلى عالم الأحلام، وتفقد الوضوح، ولا تنتبه إلى أنك تحلم، وهناك عدة طرق لعمل الوايلد، ومنها أنك تستبدل الخطوة الثانية بأن تكون واعيا إلى أن تدخل إلى مرحلة النوم، وأن تفكر في نفسك: “1. أنا أحلم… 2. أنا أحلم… 3. أنا أحلم… “ وهكذا إلى المئة، ثم ترجع للبداية، ولكن لا يكن وعيك سببا في عدم دخولك للنوم، لابد من عمل التوازن، وعندها ستلاحظ أن فعلا تحلم.

بعد أن تدخل في الأحلام من الضروري أن تبقي نفسك فيها، والمشكلة أنك ستفيق نفسك من النوم من شدة الفرح والإثارة، وأحيانا الأحلام تضمحل بشكل طبيعي، واحدة من أفضل الطرق للإبقاء على حلمك هي أن تدور حول نفسك في الحلم، وقد جربتها وفعلا ترجع الأمور إلى طبيعتها، البعض يعتقد إنه إذا أبقى نفسه مسترخيا بحيث تذهب الإثارة سيبقى نائما، ولكن الأفضل أن تدور حول نفسك أو تلقي نفسك إلى الوراء حتى تبقى في عالم الأحلام، وهذه الحركة بدلا من الاسترخاء هو ما يبقيك في الحلم.

1. حينما تبدأ الصور بالاختفاء من حلمك، ويضمحل الحلم تدريجيا، بسرعة وقبل أن يختفي الحلم مدد يديك إلى جانبك، ثم استدر.

2. قل لنفسك أن ما ستمسك به أو تراه  أو تسمعه سيكون حلما.

3. ستلاحظ مع الدوران عودة عالم الأحلام مرة أخرى، وربما ستفيق، ولكنه سيكون إفاقة كاذبة، لذلك تأكد من ما إذا لا زلت في الحلم.

من المهم جدا أن تعرف أن مثل هذه التمرينات قد لا تأتي بثمارها من أول الأيام، لذلك لا تحاول أن تصل إلى الوضوح يوميا إذا أجهدت نفسك، المفروض أن لا تكون التجربة مضنية، لذلك لا تتعب نفسك، واسترح، ودع عنك المحاولة لبضعة أيام، ستجد أنك سترجع بنشاط أكثر واستعداد أفضل، فأحيانا حينما تستريح تجد أن الأحلام الواضحة تتكون بنفسها. والنقطة الثانية المهمة أيضا إذا استطعت أن تصل إلى الوضوح وتتحكم بالأحلام أن لا تكون حياة الأحلام هي كل ما يؤنسك في هذه الحياة، فتجد نفسك منغمسا في النوم، لذلك حاول أن تغير من حياتك إذا كانت ممللة بهذه الدرجة. Lucid Dreaming Tutorial [1]Lucid Dreaming Tutorial

النزع من الجسد والجاثوم

يقال أن الشخص الذي يموت في الحلم يموت حقيقة، هل هذه حقيقة؟ بالطبع لا، لو كان كذلك لكان كل شخص يموت أثناء النوم بسبب موته في الحلم غير قادر على إخبارنا بما حدث له، فكيف سنعلم؟

النزع من الجسد [2]النزع من الجسد يحسس الإنسان أنه يحلق خارج جسده ينظر إليه ولهذا الموضوع عدة تسميات منها الإسقاط النجمي أو نزع الروح وما أشبه، ووجدت شخصيا أنه موجود عندنا في الفولكلور العربي والإسلامي، ويتناقلها البعض على أنه انتزاع للروح من البدن والتحليق فوقه، من ثم من الممكن التنقل إلى أماكن أخرى ومتابعة الأحداث التي تحدث في العالم الخارجي، ولي تجربة في هذا المجال حيث أنني في أحدى محاولاتي للحصول على الوضوح مررت بتجربة تكاد تكون شبيه بالفيلم المرعب.

فبعد أن بدأت بالمحاولة باستخدام طريقة الوايلد دخلت إلى عالم الأحلام  من باب غريب، حيث كنت أحاول الوصول إلى الحلم أثناء وعيي فيه، وكنت تدريجيا أحس أنني بدأت بالنوم وكنت في حالة الوعي في ما يحدث لي، وما حدث بعدها كان مخيفا، حيث سمعت صوت صرخة عالية أفزعتني جدا، مع أنني كنت متهيئا لهذا الصوت العالي، حيث أنني قرأت عن الموضوع مسبقا، ولكن التجربة تختلف عما قرأته في الكتب. فافقت من النوم من شدة الخوف، ولكنني أعدت الكرة، وهذه المرة كنت جاهزا لمثل هذه الصرخة، وبدأت بالإنجراف في النوم، فإذا بي أسمع صوت جرس عالي الصوت، ولكن هذه المرة أمسكت نفسي عن القيام، وبعدها بدأ جسمي ينشل تدريجيا، حيث بدأ هذا الإحساس تدريجيا من أطراف يدي ورجلي، حتى أحسست أن كامل جسمي تعطل، وهذا أيضا قرأت عنه وأعرفه تماما، ولم أخف هذه المرة.

لنتوقف قليلا عند هذه النقطة، فالكثير يعتقد أنه أحيانا يأتي الشيطان أو الجن ليقف على صدره فيشل حركته، لكن من الناحية العلمية، الجسم حينما يدخل مرحلة نوم الريم يعمل على شل الجسم لحمايته من أن ينفذ النائم أحلامه بيده ورجله، ويطلق على هذا النوع من الشلل Sleep Paralysis [3]Sleep Paralysis ، وقد يكون أيضا حالة مرضية في الحالات القصوى الشاذة، ولكن ما يحدث للشخص أنه يكون في نوم الريم وجسمه معطل، فيخرج المخ من حالة الريم، ولا ترجع القدرة على الحركة لجسمه، فيظل واعيا لما يحدث له، فيخاف أشد الخوف من هذه الحالة، وأحيانا تترادف مع حالة الشلل هذه هلوسة فيزيد الطين بله، حيث يرى في الغرفة صورا يخيل له أنها حقيقة، فيدمج هذه الصور الخيالية مع الشلل ليخرج لنا بصورة شيطانية.

تجربتي مع الأحلام الواضحة

نعود مرة أخرى لما حدث لي، فأكملت الطريق، وتحملت ولم أخف، ولكن ما حدث بعدها كان ربما أغرب الثلاث أشياء التي حدثت لي، حيث أنني في هذه المرة رأيت نفسي نائما على جانبي كما كنت، وكأنها روحي تحلق فوق الفراش، أنظر إلى جسدي وهو نائم، وسمعت صوتا واضحا في منتهى الوضوح يتحدث إلي، وإن لم أفهم معنى الكلام، ولكني لم أسمع صوتا اكثر وضوحا من ذلك، بعدها أفقت من النوم.

هل كنت فعلا محلقا فوق جسمي؟ حسب التجارب العلمية التي قام بها الدكتور ستيفن لابيرج فإن هذه الأمور لا تعدو كونها مجرد أحلام، وجربت العديد من التجارب التي قام فيها المختبرون بإخفاء اشياء حول الغرفة، وطلب من الشخص الذي يقوم بالنزع أن يحاول أن يعرف تلك الأشياء، فيخبرونه بأمكانها حتى يذهب إليها أثناء النوم، ولكن لم ينجح أي منهم في هذه التجارب، لذلك فما يراه الشخص أثناء تحليقه ليس جسمه بل صورة صنعها مخه أثناء النوم عن نفسه كما يحدث في الأحلام.

الأحلام الواضحة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى