Technology

SW003 القراءة

القراءة

هولاكو خان [1]هولاكو خان دخل إلى بغداد ودمر المكتبة التي كانت تحتوي على كتب الفلك والطب والتاريخ،  وقيل أن نهر دجلة أصبح لون مائه أسودا بسبب حبر الكتب التي ألقيت فيها، ونهب المغول الكثير من المنشآت ومن ضمنها المكتبات، وقتل من بغداد حينذاك  200,000 بغدادي على أقل التقادير، لدرجة أنه اضطر هولاكو أن يسحب جنوده خارج المدينة لسوء رائحة الموتى والدمار الذي لحق المدينة. ولكن مع ذلك، هل لو بقيت الكتب، هل كانت ستكون حالا أفضل؟ هل سنقرأ؟

يقول ري برادبري [2]Ray Bradbury ، “لا تحتاج أن تحرق كتبا لتدمر ثقافة، ولكن أوقف الناس من قراءتها فقط.” فلو بقيت الكتب التي أفناها هولاكو وجيشه هل سنكون أفضل حالا؟ بالطبع لا، فكثير ما أقرأ في الجرائد عن مستوى القراءة في العالم العربي. ويبدو لي أنه في ما عدا الجرائد والإنترنت من حيث المدونات وبعض المواقع فإن الإنسان العربي أبعد ما يكون عن هذا العالم الرائع. أتذكر حينما كنت في الولايات المتحدة الأمريكية، كنت أشاهد الناس تقرأ على القطارات وفي المطارات والمطاعم والاستراحات، كل هذا وأنا أتحسر على الوضع العام عندنا في عالمنا الضامر قرائيا، وأنا الآن في بريطانيا اجد أن الكثير من الناس ايضا منغمسين في القراءة، والمكتبات دائما مزدهرة بالناس، ومدارس الأطفال تقود الطفل إلى المكتبة بشكل أسبوعي وتعوده على الاستعارة وقراءة الكتاب والاستمتاع به.

لا تنسى أن تدعم السايوير بودكاست من خلال Patreon، كن مع الداعمين.
Become a Patron!

سأتناول القراءة من حيث الفائدة الصحية، ثم أتكلم عن الوسائط المختلفة التي تستخدم للقراءة.

القراءة والمخ

دراسة نشرت [3]Brain’s Moving Experience When Reading في جيرنل أوف سيكولوجيكال ساينس (Journal of Psychological Science)، أن القراءة لنشاط معين يشغل نفس الخلايا في المخ المسوؤلة عن القيام بهذا النشاط، فإذا قرأت قصة علاء الدين والمصباح السحري، فأنت بالإضافة لقراءتك لدعك علاء المصباح فإنك شخصيا قمت بدعكه أيضا. وتقول الدراسة أيضا أن الناس التي تقرأ عن إحراز هدف في مبارات كرة القدم تستجيب لطلب ركل برجلها أسرع من استجابتها لطلب التربيت على الرأس، وهذه الدراسة تمت على 27 شخص باستخدام أجهزة تخطيط المخ (أو تصوير المخ بالأحرى).

القراءة والصحة

تقول أيضا دراسة نشرت [4]Reading Protects Brain From Some Toxic Exposure في أمريكان أكاديمي أوف نورولوجي (American Academy of Neurology) أن القراءة تحفظ المخ من بعض أنواع السموم. قامت الدراسة بتقسيم العلماء عمال يعملون في صهر الرصاص إلى قسمين، قسم الأذكى وقسم الأقل ذكاءا (إن صح التعبير)، وتم اختبار قدرتهم على سرعة التفكير وايضا على سرعة الاستجابة، فاكتشف العلماء أنه على الرغم من أن الفريقين تعرضا لنفس مستوى الرصاص فإن القسم الذي لا يقرأ تأثر بالسموم بقدر مرتين ونصف من القسم الذي يقرأ، ويعتقد العلماء أن ذلك يرجع إلى ان القارئ يقوم بزيادة استيعاب مخه وعلى قدرته على استخدام دوائر بديلة فيه.

وهناك أيضا دراسات [5]Delaying Dementia (دراسات لعشر سنوات) تقول أن تفعيل المخ باستمرار سواء عن طريق الدراسة أو القراءة أو الكتابة أو تكوين هواية من شأنه أن يعطل الخرف (وحتى التواصل مع الأهل والأصدقاء له تأثير على تنشيط الذاكرة ومن ثم تأخير الخرف). ودراسة أخرى [6]Knitting can delay memory loss نشرت في  أمريكان أكاديمي أوف نورولوجي (American Academy of Neurology) أيضا تقول أن القراءة والقيام بحرفة معينة تقلل من مخاطر فقدان الذاكرة بقدر 40%،  وعلى العكس فإن مشاهدي التلفزيون أقل من 7 ساعات يوميا نسبة تأثر ذاكرتهم سلبا هي 50% اقل من مشاهدي التفلزيون لفترات أطول.

القراءة على الإنترنت

الكثير في العالم العربي اليوم يتوجه للإنترنت للقراءة، ولكن هذه القراءة محصورة في مواقع معينة مثل المنتديات والصفحات العامة، وبعض الصفحات المتخصصة، ولكن هناك فرق بين القراءة على الإنترنت وقراءة الكتاب، فالكتاب يتكون من بداية ومنتصف ونهاية، والقارئ يركز لفترة مستمرة على موضوع واحد، ولكن في الإنترنت الموضوع يتفرع ويتنقل ويتنطط من موضوع إلى آخر، فأحيانا أجد نفسي أقرأ عن الإلكترونيات فأنتقل من صفحة لصفحة حتى أجد نفسي أشاهد لقطة قطة تعزف البيانو على اليوتيوب، وهناك أيضا مشكلة دقة المعلومات، فالمواضيع المكتوبة على المنتديات ليس فيها أي تدقيق على صحة المعلومات الواردة فيها، ولا ينم التدقيق فيها لغويا، بينا الكتاب قبل أن ينشر يمر بعدة فلاتر حتى يتم نشره، لذلك وإن كانت القراءة على الإنترنت هي قراءة ولكن كل قراءة تختلف عن الأخرى New york Times [7]New york Times ، ولكن مع ذلك القراءة على الإنترنت افضل في بعض الأحيان، فتقول جريدة في التليغراف [8]Telegraph أن العلماء يقولون أن البحث على الإنترنت ينشط المخ بقدر أكبر من قراءة قصة، وتأثير البحث كتأثير حل الكلمات المتقاطعة والألغاز (طبعا مع الفارق بين البحث والقراءة، ونحن نتحدث عن القراءة).

 أدوات القراءة اليوم

هناك أدوات للقراءة كثيرة، فعلى العكس من السابق حيث أن القراءة كانت تنحصر في كتب مطبوعة بالحبر على ورق، فاليوم لا عذر للذين لا يقرؤون، فمثلا يمكنك القراءة على الإنترنت باستخدام الكمبيوتر الشخصي واللابتوب والمواضيع لا حصر لها، ويمكنك القراءة على القارئ الإلكتروني، ويمكنك القراءة على التابلت بي سي (Tablet PC)، ويمكن أيضا أن تنزل كتبا مقروءة، فلا حاجة أن تقرأ بنفسك، حيث أن هناك شركات تقرأ الكتب بأصوات مقبولة وبدقة، فتستطيع سماع هذه الكتب حتى أثناء قيادتك للسيارة وسط الزحام.


وهناك منافسة شديدة اليوم بين مجموعة من الشركات على القارئ الإلكتروني، فسوني (Sony) وأمازون (Amazon)، آي ريكس (iRex)، وبلاستيك لوجيك (Plastic Logic) وشركات أخرى كلها تتنافس على نشر الكتب الإلكترونية من خلال هذا الوسيط، ومؤخرا ظهرت مجموعة جديدة من القراء الإلكترونية (إن صح التعبير) في السوق، فقبل كم يوم صرحت سوني عن إصدار تحديث للأجهزة وطرحته في الأسواق، وسيكون هناك أيضا تحديث آخر في شهر ديسمبر، وأمازون قبل فترة قليلة أيضا طورت القارئ الألكتروني ونزلت الأصدار الجديد.

ما هو القارئ الإلكتروني؟

هو جهاز يأتي بأحجام مختلف يمكن تحميل كتبا عليه، يمكن قراءة الكتب عليه كما لو كنت تقرأ صفحة على كتاب، الصورة التالية تبين نوعين من القراء الإلكترونية أحدهما لسوني والآخر لأمازون:

sony-prs-600      kindle

أنا شخصيا أمتلك جهاز السوني، وحينما ذهبت للسوق لأتفحص الجهاز قبل شرائه رأيته في شباك المحل، وكالعادة وجدت ملصق على الشاشة وكأنما كان صفحة من صفحات كتاب، فطلبت من البائع أن يشغل الجهاز، فقال لي أنه يعمل حاليا، فصدمت، فقد كنت أتصور أن الذي على الشاشة ملصق كالعادة، ولكنه تبين أن الكتابة على الجهاز تظهر بوضوح شديد لدرجة أنها تبدو كأنها ورقة حقيقة.

من أهم مميزات الجهاز هو قدرته على تصفح الألاف من الصفحات قبل أن تنفذ البطارية (7000 صفحة بالنسبة للسوني)، فطريقة عمله تختلف عن شاشة الكمبيتور نهائيا، فمثلا شاشة الكمبيوتر تحتاج إلى كهرباء باستمرار لتضيء الشاشة ولتظهر صورة معينة، ولكن في حالة القارئ الإلكتروني فإنه بمجرد أن تتصفح لصفحة معينة فإن الجهاز يستخدم الطاقة لإظهارها، ومن ثم تتثبت هذه الكتابة على الشاشة من غير الحاجة لأن تكون هناك طاقة إضافية للإبقاء عليها. ويسمى هذا النوع من الشاشات إي إنك (eInk) أو الحبر الإلكتروني.

ومن أهم المميزات أيضا هو إمكانية تخزين آلاف الكتب على الجهاز، فمثلا في جهاز سوني بإمكانك إضافة ذاكرة إضافية، وتخزين 13000 كتاب. وتتوفر في بعض الإجهزة الإمكانية للكتابة على الصفحة، فبإمكانك استخدام القلم المرفق لإضافة نوتة معينة أو رسمة أو وبإمكانك أيضا وضع خط تحت على الكلمة (Highlight)، ويمكنك أيضا تغيير حجم الخط لستهيل القراءة، تستطيع مشاهدة الفيديو التالي عن قارئ السوني الجديد.

     

ماذا عن الكتب باللغة العربية على القارئ الإلكتروني؟ طبعا من مميزات الكثير من القراء الإلكترونيين قدرتهم على عرض ملفات مثل البي دي إف (pdf)، وهذا الفورمات أو النوع من الملفات كثير الاستخدام كأسلوب لتخزين الكتابة، أنا شخصيا قمت بتجربة كتب عربية مخزنة على شكل بي دي إف، وقمت بتحميلها على القارئ الإلكتروني لسوني، وظهرت الكتابة، ولكن للأسف طبعا كان الخط صغيرا جدا، والمشكلة أن تكبير الخط لم يفلح مع العربي، وهناك مشكلة أخرى أيضا، أكثر الكتب العربية المخزنة على شكل بي دي إف هي في الأساس صورة منسوخة للصفحة، فالمدخلين للكتب قاموا بتصوير كل الصفحات باستخدام السكانر، وخزنوا هذه الصور على شكل بي دي إف، وهذا من شأنه زيادة عدد الصفحات، وتقليل من كفاءة الجهاز في التصفح، أضف لذلك عدم قدرة جهاز السوني لعرض الصورة بشكل أكبر (على الأقل في الموديل الذي عندي، ربما تطورت إمكانية تكبير الخط والرسم في الإصدار الجديد من الجهاز)

المتسجدات العلمية والتكنولوجية

قامت شركة ياهو (Yahoo! Inc) بشراء شركة مكتوب بقيمة 85 ميلون دولار، الهدف هو الوصول إلى 16.5 مليون مسجل عربي، وحسب البي بي سي أن مكتوب يشترك فيها ثلث مستخدمي الانترنت في العالم العربي.

هناك إشاعات قوية تقول أن شركة أبل ستصدر أو كمبيوتر تابلت (لوح) [9]LAPTOP + IPHONE = APPLE TABLET – THE WORLD’S FIRST TOUCH-SCREEN COMPUTER ومن الممكن أن يتم الإعلان عنه بتاريخ 9/9/2009، وإن كانت هذه الإشاعات تناولتها مواقع الإنترنت لمدة ثلاث سنوات السابقة إلا أنه هناك مؤشرات أقوى بكثير هذا العام (وإن كانت هناك مؤشرات قوية السنوات السابقة أيضا) لنرى.

ما هي العلاقة بين بيل غيتس والأعاصير؟ [10]Can Bill Gates stop hurricanes? Scientists doubt it تقول السي إن إن (CNN) أن الملياردير بيل غيتس و مجموعة من العلماء بتقديم فكرة تكنولوجية لتقليل  مخاطر الأعاصير، والمعروف أن الأعاصير تدمر كل ما يقف في طريقها، والفكرة تعتمد على تبريد الماء حوالي الإعصار للتقليل من قوته، اعتمادا على أن الإعصار ينشأ بسبب حرارة الماء وتبخره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى