physics & astronomyUncategorized

SW051 السفر إلى المريخ

WARNING: unbalanced footnote start tag short code found.

If this warning is irrelevant, please disable the syntax validation feature in the dashboard under General settings > Footnote start and end short codes > Check for balanced shortcodes.

Unbalanced start tag short code found before:

“The Wonder of Mars – Wonders of the Solar System – BBC Two))”

السفر إلى المريخ

جيم لوفل (Jim Lovell) كان يخاطب قسم مراقبة البعثة في ناسا وهو بداخل مركبة الجيميناي 7 (Gemini VII) في الفضاء الخارجي في مدار حول الأرض، كان يتكلم عن مقطع صوره باستخدام الكاميرا، فقال: “صورة جميلة لبدر على خلفية سماوية سوداء مع تكون السحب في الستراتوسفير على الأرض في الأسفل.” وبعد هدوء لعدة لحظات يضغط زميله الفضائي فرانك بورمان (Frank Borman) على زر المخاطبة من على المركبة ليقول: “بورمان يتخلص من البول، بول بعد حوالي دقيقة واحدة.” بعد ذلك يكمل لوفل: “يا له من مشهد مذهل.” لا يعرف عم كان لوفل يتحدث، ولكن هناك احتمال كبير أنه لم يكن متأثرا بالقمر. يقال أن منظر الماء حينما يتم التخلص منه في الفضاء الخارجي في غاية الروعة حيث أن أشعة الشمس تنعكس منه متوهجة بعد تجمده.

لا تنسى أن تدعم السايوير بودكاست من خلال Patreon، كن مع الداعمين.
Become a Patron!

File:10074162.jpg

السفر إلى القمر تمت في سنة 1969، وهناك خطط من عدة دول غير الولايات المتحدة الأمريكية مثل روسيا والصين للسفر إلى القمر مرة أخرى، بل حتى أنه كان من المخطط أن يسافر رواد الفضاء الأمريكيين إلى القمر مرة أخرى بين سنة 2015 و 2020، ولكن ألغيت هذه الخطة بعد أن ألقى الرئيس الأمريكي براك أوباما خطبة والتي قال فيها: “بحلول منتصف 2030، أنا مؤمن أننا سنتمكن من إرسال بشر إلى مدار المريخ ثم إرجاعهم إلى الأرض بسلام، وسيعقب ذلك النزول على المريخ، وأتوقع أن أكون موجودا لرؤية هذا الشيء.” وخطة ناسا هي أن تسبق يوم السفر إلى المريخ برحلة ترسل فيها الناس إلى كويكب (Asteroid) في سنة 2025.

هذه الخط يعارضها رائد الفضاء نيل أرمسترونج (Neil Armstrong) (أول من نزل على سطح القمر)، ويؤيدها رائد الفضاء زميله على نفس الرحلة بز ألودرين (Buzz Aldrin)، كلاهما له وجهة نظر، ولكن ما هو مؤكد أن المريخ سيكتسحه البشر آجلا أم عاجلا، وفي أقل التقادير سيزوره الرواد لفترة قصيرة، ولكن هناك توجهات لأن يكون المريخ مستعمرة للبشر، مكان نعيش عليه ونتكاثر عليه ونبني عليه ونزرع عليه ونربي الحيوانات عليه.

الصعوبات التي تواجه العلماء في التخطيط لـ السفر إلى المريخ

حينما أردات ناسا أن ترسل مع رواد الفضاء العلم الأمريكي ظهرت الكثير من الإشكالات، المشكلة الأولى أن وضع العلم على سطح القمر قد يبدو أنه احتلالا له، وهذا يتعارض مع إتفاقية الفضاء الخارجي، والتي تشترك فيها الولايات المتحدة، وأنشأت لجنة خاصة لدراسة هذه المشكلة والمشاكل التقنية في نقل العلم إلى سطح القمر، بعد الإصرار أن يتم ركز العلم على سطح القمر ليكون مرفرفا، المشكلة أن القمر لا يوجد فيه أجواء لكي يكون فيه هواء حتى يرفرف العلم، وذلك يعني أن قطعة القماش ستسقط بفعل جاذبية القمر، لذلك وضعت دعامة لدعمة القماش من الأعلى، بعد ذلك كانت هناك مشكلة أخرى وهي كيف يمكن أن يدخل سارية العلم الطويلة بداخل مركبة الهبوط الضيقة؟ لذلك قام المهندسون بتجهيز عمود قابل للطي، مع ذلك لم يكن هناك مجال لإدخال علم في المركبة لضيق المكان، لذلك قررت ناسا أن تضع العلم مع السارية خارج المركبة، ولكن المشكلة في ذلك أنه لابد أن يتحمل العلم 1090 درجة مئوية بسبب المحرك الصاروخي بالقرب منه، والمشكلة أن التجارب بينت أن العلم يذوب عند 150 درجة مئوية، دخل في الموضوع قسم الميكانيكا والهيكلة، وأنتج غطاء خاص يقيها من الحرارة مصنوع من الألمونيوم والفولاذ والثيرموفليكس، بعد ذلك ظهرت مشكلة أخرى، وهي أن الملابس التي يرتديها رواد الفضاء تصعب عملية مسك الأشياء وتقلل من امتداد اليد، فهل بإمكان الرواد أخراج العلم من الغطاء؟ بعدها أجريت تجارب على رواد الفضاء بملابسهم، ونجحت التجربة، ولكن المحصلة أن إدخال العلم في الغلاف يحتاج إلى أربع خطوات تحت مراقبة ضمان الجودة، ويتم تركيب العلم على المركبة بإحدى عشرة خطوة، وحنيما أوصلوه إلى القمر لم يستطع الرواد فتح العمود ليتكمل طوله، وواجهتهم صعوب في إدخال العمود في الأرض لصلابته.

هذه كانت مشكلة العلم والتي لا تعتبر  مشكلة تقنية كبيرة، فتخيل مستوى المشاكل الأخرى التي يواجهها العلماء في التجهيز للسفر إلى الفضاء، ولكن هناك مشكلة أكبر من ذلك كله، طرحت هذا السؤال على الفيس بوك: “ماذا في اعتقادك أكبر مشكلة تواجه العلماء” كان ذلك بخصوص السفر إلى المريخ، فكانت هناك عدة أجابات، منها “أتوقع طول المسافة ومشكلة التزود بالاكسجين والغذاء طول فترة الرحلة”، وأيضا “اعتقد ان اكبر مشكلة هي طول المسافة والبيئة المختلفة التي ستواجههم”، ومنها “مرض هشاشة العظام”، و “مكن تنجح الرحله بس حسابات الرجعه شي ثاني”، هذه الإجابات وأخرى كلها تربط بالعامل الأساسي، وهو الإنسان، المشكلة الأساسية هي نقل الأنسان نفسه إلى سطح المريخ.

لا ننسى أن الكثير من الرحلات توجهت إلى المريخ، ونجحت حتى إلى حد أبعد من المتوقع، فالرحلات على ثلاث مراحل، الطيران بالقرب من الكوكب، وفي خلال هذه الرحلات قامت المركبات بتصوير الكوكب، وهذه المركبات كانت مارينار (Mariner) 3-4 و 6-7، وهذه الرحلات كانت بسيطة وأجريت بداية من سنة 1964، تلتها عدة رحلات دارت على مدار المريخ ابتداءا من مارينر 8-9، وفايكنج (Viking) 1-2، ومارس أوبسيرفر، ومارس جلوبر سيرفير، ومارس كلايميت أوربيتر، وأوديسي، ومارس إكبريس، وريكونوسنس أوربيتر، والنوع الثالث رحلات أنزلت فيها المركبات على سطح المريخ، فمنها الفايكنج 1-2، والباثفايندر، وو… إلى الروفورات سبيريت وأوبرتيونيتي.

في المستقبل ستكون هناك رحلات أخرى سنة 2011 للمارس ساينس لاروتوري، هذه المرة ستكون الدراسة للتربة، وللبحث عن حياة ميكروبية، وستكون لهذه الرحلة طابعا عالميا، حيث ستشترك عدة دول في هذه تمويل متطلباتها، وستكون هناك عدة رحلات أخرى منها ما سيكون لطائرات تطير في أجواء المريخ، لعمل مسح لسطح المريخ من قريب، وستكون هناك مركبات تعمل تحت الأرض لدراسة مكونات ما تحت سطح المريخ، وفي الآخر ستكون هناك رحلات تعود بها المركبات بعينات من التربة والصخور إلى الأرض حتى يقوم العلماء بدراستها من قرب.

كنت أشاهد لقطة فيديو للجول ليفين (Joel Levine) من ناسا على تيد، وتكلم عن الطيران على سطح المريخ، وأهم ما قاله بالنسبة لي كواحدة من أهداف هذه المهمة هي لإلهام الشعب الأمريكي الذي يدفع من الضرائب لهذه المهمة، والهدف الآخر هو إلهام الجيل القادم من العلماء، التكنولوجيين، والمهندسين والرياضيين، كلام هائل، يستحق أعلى درجات التقدير. ((Joel Levine Why we Need to Go Back to Mars)) 

هذه كانت رحلات ولا تزال تنطلق رحلات ويخطط لأخر، ولكن كل هذه الرحلات ليس فيها الإنسان، وستكون تلك الرحلات التي تحمل بداخلها الإنسان هي أصعب الرحلات على الإطلاق، الإنسان يتنفس الأكسجين، ويشرب الماء ويعتمد على الجاذبية، وجسمه تتغير في سرعة احتراق الأكل، يتأثر بالأشعة، يحتاج للنوم، يمرض، ينكسر، ويحتاج إلى أسابيع للعلاج،  يحتاج للعلاقات الإجتماعية، يتأثر نفسيا، كل هذه الأشياء لا تتأثر بها الآلات بنفس الدرجة، أضف لذلك أنه بالإمكان إرسال مركبات معقدة ومكلفة إلى المريخ بلا خطة للرجوع، ولكن في حالة الإنسان الأمر مختلف، فمن الصعب إرسال أناس من غير التخطيط لإرجاعهم مرة أخرى.

إحدى التجارب التي أجريت في روسيا سميت بـ مارس-500 (Mars-500)، في هذه التجربة أدخل مجموعة من المتطوعين للعيش في نموذج لمركبة فضائية لمدة 640 يوم على ثلاث مراحل، وفي هذه المركبة يمكن للمتطوعين الاتصال بالخارج ولكن هذه الاتصال يتأخر مدة 20 دقيقة، كما لو كانت المركبة على المريخ، حيث أن الاتصالات تحتاج لـ 20 دقيقة ذهابا وإيابا، تخيل أنك تتكلم هاتفيا مع صديقك على المريخ، بعد أن تدخل الرقم لهاتفه سيرن الجرس في المريخ بعد 20 دقيقة، وحينما يلتقط صديقك التلفون مناديا: “آلو”، ستسمع صوته بعد 20 دقيقة أخرى، وحينما ترد عليه بـ: “آلو ياسر” سيسمع صديقك الرد بعد عشرين دقيقة أخرى، وهكذا،  طبعا لن تكون المكالمات هاتفية، ربما تكون على شكل إيميل مكتوب بشكل مطول، وهكذا، ,والكثير من الأفلام الخيالية التي تكون فيها فكرة سفر إلى كواكب بعيدة تضع في عين الاعتبار هذه المشكلة، ولذلك يقوم الأشخاص بتسجيل رسائل مطولة للأهل، ثم يتم إرسالها، إلا ربما في مسلسلات ستار تريك، حيث تستخدم تكنولوجيا مطور للتواصل عبر الفضاء بطريقة غير تقليدية.

نعود مرة أخرى لمارس-500، بالإضافة لذلك فالغذاء والمواد الاستهلاكية محدودة، أهم مرحلة في الاختبار ستكون المرحلة الأخيرة حيث يقوم المتطوعين بالعيش داخل المركبة لمدة 520 يوم، وكأنما هم متجهون للمريخ، تقدم لهذه الرحلة 6000 شخص من 40 دولة، وقبل منهم 7 اشخاص، واحد فرنسي، وثلاثة روس، وإيطالي وصيني، كل منهم متخصص ومتعلم. واحدة من أهداف التجربة هي معرفة قدرة أولئك المتطوعين على العيش بانعزال عن العالم لهذه الفترة الطويلة مع أشخاص لم يختاروهم، وذلك لمعرفة الحالات السيكولوجية التي يمرون فيها خلال هذه الرحلة، ربما أقرب ما يكون لهذا الشيء هو برنامج بيج بروذر (Big Brother)، والذي يعزل فيه مجموعة من الناس عن العالم في منزل واحد، وبمواد استهلاكية مقننة وتحت ظروف صعبة، ولكن في هذه التجربة الظروف أصعب، والمواد أقل، في برامج البيج بروذر، عادة ما يبدأ المشاركين بالتعامل مع بعضهم البعض باحترام، ولكن بعد ذلك تبدأ العداوات والإنفعالات والغضب، وتكوين جماعات، وغيرها.

المرحلة الثانية من التجربة انتهت، وكان عدد الأيام لهذه التجربة هو 105 أيام، ومن المفروض أنه قد بدأت تجربة الـ 520 يوم بتاريخ 3/7/2010، وفي التجربة الأولى خرج المتطوعين وواجهوا الصحفيين بقولهم أنه لم تكون هناك أية مشاكل، ولكن الكل يعلم أن هذا أمر مستحيل، حيث أن المشاكل تحصل، ولكن بسبب العقد المبرم بينهم يحضر عليهم التصريح بأي شيء، ولو أنه صرحوا بالحقيقة لربما ظهرت بعض المشاكل التي ربما تدفع السياسيين لإلغاء الرحلات إلى المريخ.

خذ على سبيل المثال ما حدث في تجربة انعزالية أخرى سميت بالإسم المختصر سفينكس (SFINCSS) في سنة 1999،  تلك حيث حدث وأن تصارع البعض وهو سكران، وحدث أن كانت هناك اعتداء جنسي، حيث أن القائد الروسي دفع بإمرة كندية إلى خارج نطاق الكاميرات، وقبلها قبلة فرنسية مرتين مع احتجاجها لهذا العمل، وأيضا قبل هذه المشكلة تلاكم روسيان إلى درجة أن الدماء تناثرت على حيطان المركبة التجريبية، وبذلك خرج الفريق الياباني قبل انتهاء التجربة، والمشكلة تأتي من اختلاف العادات والتقاليد بين الدول المختلفة، ولذلك كانت تقول الكندية أنها في علاقتها مع المتطوعين الرجال الطيبة والتي أرادت منها أن تصبح ودية لخلق أجواء مناسبة، كانت بالنسبة للروسي إشارات خاطئة. هذا يذكرني في دراستي سواء في أمريكا أو بريطانيا، حيث أن النساء يبتسمن للرجال بشكل ودي وطبيعي من غير أن تكون هناك مقاصد أبعد من الترحيب، الكثير من الشباب من مجتمعاتنا يعتقدون أن هذه الإبتسامة تعني أن البنت معجبة، وخصوصا أن هنا مثلا في الكويت الإبتسامة شبه معدومة بين النساء والراجل الذي لا تربطهم أي علاقة.

المشاكل الأخرى التي ستواجه كل من يحط رجله على المريخ هي التعرض للأشعة الكونية العالية الطاقة ((Health threat from cosmic rays)) ، هذه عادة ما تتكون من بروتونات عالية الطاقة، وعادة ما تأتي هذه الأشعة من خارج المجموعة الشمسية، وتزداد طاقاتها بسبب الشمس التي تؤثر عليها فتدفعها بشدة أكبر، وهذه الأشعة تدمر الدي إن إي، وتسبب السرطان، وأمراض في الأعصاب، وهناك أيضا تأثير انخفاض الجاذبية ((Weightlessness)) ، فعلى المدى الطويل، فالكثير من الأنظمة الفسيولوجية تبدأ بالضمور، فمثلا العضلات تضعف، وكذلك الهيكل، وكذلك تباطؤ جهاز القلبي الوعائي (إن صح التعبير)، ويقل إنتاج خلايا الدم الحمراء، الإصابة بضعف بجهاز المناعة، وهكذا، وهناك أيضا تأثيرات انخفاض شدة الضوء، والكثير من المشكال الأخرى التي تؤثر فسيلوجيا على الإنسان.

ما هو الداعي لـ السفر إلى المريخ ؟

إحدى الأسباب – كما هو واضح – هو الاستكشاف، الإنسان بطبيعته يحب اكتشاف الأرض، فالعلماء في شتى المجالات يدفعهم الفضول للمعرفة، فهم يحفرون في الأرض لمعرفة الماضي، وأيضا في قاع المحيطات لمعرفة ما تحتوية من أحياء، والغابات الغير معروفة للتعرف على كائنات لم يعرف عنها في السابق، وكذلك الفضاء، حبنا للاستطلاع يدفنعا للاستكشاف الأماكن البعيدة، وحتى بعض التلسكوبات التي تنظر إلى مسافات وأزمنة تعود إلى مليرات السنوات الضوئية، كلها يصب في نفس الخانة. وكذلك حبنا لمعرفة إن كانت هناك حياة تماثل الحياة على الأرض يدفع الإنسان لصناعة أعقد التلسكوبات للبحث عن كواكب شبيهة بالأرض، وحتى لو كانت هذه الحياة التي نبحث عنها لا تتعدي الميكروبات لكان ذلك كافيا للبحث في الكواكب الأخرى.

لماذا نرسل الإنسان إذا كان هدفنا هو الاكتشاف؟ لماذا لا نكمل منهج ارسال أجهزة تكنولوجية وروبوتات؟ السبب يعود إلى أن الإنسان ذكي، ويستطيع أن يبدع إن احتاج أن يجري تجربة معينة، قارن هذا مع كل ما أرسل إلى المريخ، كلها تجري تجارب تعتمد بشكل كلي على برمجتها، وهذه التجارب محدودة.

ثم أنه لا يمكن لشيء أن يصف الأمور كما يصفها الإنسان، حتى من الناحية الأدبية، خذ على سبيل المثال حينما يدخل ديفيد أتينبوروه (David Attenborough) من قناة البي بي سي في الغابة ليصف طيرا أو سحلية أو حتى نباتا جامدا، لسمعت منه خطابا موسيقيا ووصفا دقيقا جميلا مؤثرا يصل إلى أعماق نفسك، ولو أنك سمعت  جيمس مي وهو يحلق في طائرة اليو -2 (U-2)، مرتفعا إلى أطراف السماء لالتصقت عاطفيا بكلماته البسيطة، حتى شعوره بالحاجة لأن يحك وجهه باستخدام الحل الوحيد عن طريق عود المصاص من خلال فتحة في الخوذة لكان ذلك كافيا لإرسال رجل إلى المريخ ليصف لنا هذا الشعور، ولكن حينما يتأثر هو عاطفيا بالسماء وهو فوقها وتدمع عينه تلك هي اللحظة التي ينتظرها البشر على الأرض إذا ما أرسلت رائدا للمريخ، عندها سيلهم.

والدافع الآخر هو اختبار ذواتنا، الإنسان يحب التحدي، هذا أمر شخصي، حينما كان هناك تحدي بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة للسباق في الفضاء انطلقت الولايات المتحدة إلى القمر رغم الصعاب، كم رفع ذلك من معنويات الشعب الأمريكي، كم هي الثقة التي تولدت بسبب هذه الرحلة الشاقة؟ المريخ يتعبر تحديا جديدا للإنسان، حياة جديدة، ومصاعب جديدة، ستختبر هذه الرحلة قدراتنا العلمية، وحدودنا إن كان لنا حد، ولو أننا انتهينا من المريخ، هل تتوقع أن نتوقف عند هذه النقطة؟ بالتأكيد لا، فسننتقل لكواكب أخرى، وربما في النهاية نستعمر المجرة تدرجيا، وهكذا.

سبب آخر هو استعمار الكواكب الأخرى، ربما يخفى عليك الدافع لذلك، ولكن لو أنك نظرت في نفسك لرأيت مدى أهميتك أو أهمية البشر، فنحن كما يبدو لنا حالة نادرة في المجال الذي نعيش فيه، وهذه الحالة وحيدة إلى الآن، وقد نكتشف أننا أندر مما نعتقد، وذلك سيعطي بقاء الإنسان أهمية أكبر بكثير، لذلك نحن نحتاج أن تكون هناك نسخة احتياطية للبشر (Backup Copy)، ماذا يحدث لو أن كارثة حلت بالأرض، حينما ربما تختفي الحضارة إلى الأبد، ماذا لو أن بعد عشرات السنوات توجه نيزك مدمر إلى الأرض، ماذا سيحدث؟ هل من الممكن أن يهلك من على الأرض كلهم؟ هل نقبل بأن تضيع البشرية بالكامل؟ لذلك نحن نحتاج أن نتوسع في الكون، أن نستعمر الكواكب، وأن نوفر مصادر أخرى للبشرية على كواكب أخرى. ((The Wonder of Mars – Wonders of the Solar System – BBC Two))

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى