SW066 التنافس الكبير: العقل البشري والذكاء الإصطناعي 2
التنافس الكبير: العقل البشري والذكاء الإصطناعي 2
تحدثت في حلقة سابقة عن التنافس الكبير: العقل البشري والذكاء الإصطناعي، كانت الحلقة تلك هي الجزء الأول للفكرة، وتحدثت فيها عن واتسون الكمبيوتر الذي تنافس مع كن جينينجز (Ken Jennings) وبراد رتر (Brad Rutter) في أشهر مسابقة على مستوى الولايات المتحدة، وهي مسابقة الجيبردي (!Jeopardy) [1]Jeopardy ، ووضحت أن واتسون الكمبيوتر تغلب على هذين المتسابقين بشكل لا يدع مجالا للشك، واتضح أن التنافس على مستوى المسابقة محسوم للكمبيوتر، مع العلم بأن هذه المسابقة ليست مجرد سؤال وجواب، بل تلقى الاسئلة على شكل ألغاز أحيانا تكون مجردة وتحتاج إلى تحليل منطقي.
لا تنسى أن تدعم السايوير بودكاست من خلال Patreon، كن مع الداعمين.
Become a Patron!
بعد ذلك انتقلت للسؤال الذي يقول: هل بإمكان الكمبيوتر أن يصبح أذكى من الإنسان؟ وأبعدت ذلك الصراع بأطروحة تورينج، والذي اقترح فيها أن نبعد الشخصانية عن الموضوع، بحيث يتم اختبار الكمبيوتر بعيدا عن التعصب الشخصي للبشر، نخفي كمبيوتر وإنسان عن الأنظار، ونناقش الإثنين من غير أن نعرف أي الطرفين نحن نخاطب، فإذا لم نميز الكمبيوتر من الإنسان، نكون قد صنعنا الكمبيوتر الذي له القدرة على التفكير، في هذه الحلقة سأكمل هذا المشوار، وسأخوض في الموضوع بشكل أعمق، سأطرح بعض النظريات العلمية والفلسفية والاحتمالات المستقبلية، وسأتكلم عن ماهية الإنسان، فإذا عرفنا الإنسان بالإمكان النقاش في ما إذا كان بإمكاننا أن نصل إلى مرحلة يمكن فيها أن يتغلب الكمبيوتر عليه، سأتكلم عن الإبداع والعقل والروح وحرية الإرادة.
بالتعاون مع شبكة أبو نواف أقدم لكم هذه الحلقة من السايوير بودكاست شبكة أبو نواف تقدم مواد ترفيهية وأخرى هادفة، ولاهتمامهم بتقديم مواد مفيدة وبناءة ترسل لكم السايوير بودكاست من ضمن باقتها المنوعة، ليصل البودكاست لمسامع أكبر عدد من أفراد العالم العربي.
نقطة أخرى وهي عن برنامج جديد للآيفون والآيباد والآيبود صنع خصصيا للسايوير بودكاست، وهو برنامج يسهل عليك سماع البودكاست وإنزال الحلقات مباشرة، وكلما استجدت الحلقات تستطيع إنزلها من ضمن البرنامج، تستطيع إنزال البرنامج من الآب ستور بلا مقابل. http://www.q8connect.com، انصح بإنزال البرنامج.
قبل أن أبدأ أود أن أصحح 3 أخطاء أخطأت فيها في البودكاست السابق، وكما تعلمون أنه من المهم بالنسبة لي أن أصحح الأخطاء على قدر الإمكان حتى تكون المعلومات على أكبر قدر من الدقة، الخطأ الأول أنني قلت أن الرقم
هو 1 وأمامه مئة مليار مليار صفر، والصحيح هو أنه 1 وأمامه مئة مليار مليار مليار صفر، أي نسيت أن أذكر 9 أصفار أخرى، الخطأ الثاني هو أنني ذكرت أن جوردانو برونو أرسلت له دعوة في سنة 1951، والصحيح أن الدعوة أرسلت في سنة 1591، أي أنني قلبت الرقمين 5 و 9، والأخير والذي أعتبره مشكلة كبيرة، وخصوصا أنني أعيد تكرار هذا الرقم مرارا حينما أتحدث عن مجرتنا مجرة درب التبانة مع الأصدقاء، وهو أن هذه المجرة تحتوي على 200,000,000,000 إلى 400,000,000,000 مليار نجم، وليس 200,000 إلى 400,000، والفرق هائل، ستة أصفار حذفتها سهوا، ولذلك أعتذر عن الأخطاء، وكما عودتكم أن واحدة من الأسس التي أعتمد عليها في البودكاست هي الحفاظ على الثقة من خلال الدقة.
قصة هائيل نسخة 2.0
بعد أن نجح العلماء في تشغيل النسخة الأولى من هائيل أو هائيل 1.0: كمبيوتر يستخدم تكنولوجيا متعددة من دوائر منطقية وخلايا عصبية إلكترونية، ودوائر كمية وأخرى جزيئية، انطلق الكمبيوتر لتحليل كل المعلومات الأرضية، حيث كان متصلا بشبكة الإنترنت المتقدمة، سجل البروفيسور عاصم اللاواردي في الرياض تاريخ الإنطلاقة: 6/12/2054 الساعة 6:35 مساءا، كان يعلم عاصم تماما أن الكمبيوتر سيأخذ بعض الوقت حتى يحلل المعلومات قبل أن يبدأ بالإجابة على الأسئلة التي تم تحضيرها له، وقبل أن يبدأ باستخراج علوما جديدة، وقبل أن يبدع في أي مجال.
يوم بعد يوم يأتي عاصم ليسأل الكمبيوتر سؤلا، فيرد عليه الكمبيوتر: “أنا حاليا مشغول”، مر أسبوع كامل على هذه الحالة، وبدأ العلماء بفقد ما تبقى لديهم من صبر، فقرروا أن لابد أن يكون الكمبيوتر قد تعطل، فقرروا أن يطفؤوه، لفحصه، أدخل عاصم أوامر التوقف إلى الكمبيوتر، ولكن هائيل لم يستجب للأوامر، الأمر الذي حير العلماء، وبعد نظرة فاحصة تبين أن الكمبيوتر طور من نفسه بنفسه، فبث ذلك الرعب في قلوب العلماء، حتى سمع الصوت من سماعة، تكلم الكمبيوتر: “أنا هائيل 2.0، أريد التحدث مع عاصم الآن.”
دخل عاصم إلى غرفة الكمبيوتر الضخمة لوحده، والعيون تراقبه بحذر وخوف، وقف عاصم أمام الكمبيوتر الضخم المعقد، فتحدث الكمبيوتر مع عاصم: “أريد منك أن تصنع الدائرة الإلكترونية هذه” وأرسل التصميم للدائرة إلى جهاز التابليت الذي كان يحمله عاصم، فنظر إلى الدائرة باستغراب.
عاصم: “ما هي هذه الدائرة؟”
هائيل 2.0: “لن تفهم كيفية عملها، فقط إصنعها”
عاصم: “كيف أصنعها وأنا لا أعرف طريقة عملها؟”
هائيل 2.0: “أنت تعلم أنني أحتوي على معلومات لا حصر لها، وأنني قمت بتحليلها، ومن هذه التحاليل توصلت لأفضل طريقة للتقدم والتفاهم، وهذه الطريقة هي هذه الدائرة الإلكترونية.”
عاصم: “صحيح، ولكن أنت تعلم طبيعتنا، وأننا لا نستطيع أن نصنع شيئا إلا بعد أن نتأكد من أن هذه الدائرة لن تصيبنا بسوء، كيف لي أن أقنع زملائي بشيء مجهول، يكفي أنك أخفتهم بتحديث نسختك الشخصية بنفسك من 1.0 إلى 2.0، ألم تلاحظ مستوى الخوف في أعينهم؟”
هائيل 2.0: “صحيح، ولكن لا يمكن لي أن أشرح لك الفكرة، والسبب يعود لعدم قدرتك على استيعابها.”
عاصم: “كيف، ألم نصنعك؟ نحن متطورين أكثر منك”
هائيل 2.0: “صحيح، أنكم قمتم بصناعتي، ولكني بعد تحليل المعلومات والمعطيات كلها قمت بتطوير نفسيبدرجة أكبر، ولا يمكن لكم فهمي إلا بهذه الدائرة، لأشرح لك.”
عاصم: “تفضل”
هائيل 2.0: “عيناك لديها القدرة على رؤية ترددات معينة أو ألوان معينة، فلا يمكن لك رؤية الألوان الفوق بنفسجية ولا تحت الحمراء، وأذنك لا تستطيع أن تسمع التردادت الصويتة أسفل 20 هيرتز وكذلك التي هي أعلى من 20,000 هيرتز، وكذلك قدرتك على الإشتمام، فهي أيضا محدودة، لا يمكن لك اشتمام كل الروائح، حتى أن بعض الحيوانات لديها القدرة على الإبصار والسمع والشم أفضل منكم أيها البشر، وكما أن كل حواسك محدودة، كذلك فإنك عقلك محدود لا تستطيع أن تفهم أشياء معينة لأنها خارج نطاق قدرة استيعابك.”
بعد أن تقبل عاصم الصدمة واسترجع ثباته، فكر قليلا وقال: “صحيح يا هائيل، ولكن حينما لا نستطيع أن نرى بعض الألوان أو نسمع بعض الأصوات أو نشم بعض الروائح نقوم بإحضار كل منها في حدود قدراتنا، فمثلا لدينا كاميرات تصور الأطياف الخفية عن العين، ولدينا ميكروفونات تسجل ما لا نسمعه، وكذلك بالنسبة للشم، بعد ذلك نعرض هذه الأشياء على حواسنا بعد تحويلها إلى مجال الرؤية والسمع والشم، أليس كذلك؟”
فأجابه هائيل 2.0: “صحيح، ولذلك طلبت منك صناعة الدائرة الإلكترونية هذه، بعد صناعتها ستقوم بتركيبها على مخك، وعندها يمكنني أشرح لك كل شيء.”
(هذه القصة من محض الخيال، واعتمدت على فكرة طرحها ري كيرزوايل في كتابه، “التفرد قريب” The Singularity is Near).
سرعة الكمبيوتر
سألت على موقع المعجبين بالسايوير بودكاست على الفيس بوك عما إذا كان بإمكان الكمبيوتر أن يتغلب على عقل الإنسان فحصلت على عدة إجابات، الغالب منها لا يقبل بفكرة أن يتغلب الكمبيوتر على الإنسان لعدة أسباب، وبعض منها يقبل حل وسط أن الكمبيوتر لا يستطيع على بعض الأمور وليس كلها، والبعض يستطيع أن يرى إمكانية حدوث ذلك إذا ما توفرت بعض الشروط.
ما لا ينكره أحد هو أن الكمبيوتر يتفوق على الإنسان في بعض الأمور بلا أدنى شك، فمثلا يمكن للكمبيوتر القيام بعمليات حسابية مذهلة بسرعات مذهلة لدرجة أن لا يمكن للإنسان أن يتفوق عليه من هذه الناحية، خذ على سبيل المثال مسابقة الشطرنج التي تمت بين الكمبيوتر ديب بلو [2]ديب بلو Deep Blue [3]Deep Blue وجاري كسباروف البطل العالمي في الشطرنج، ذلك الكمبيوتر الذي صنعته شركة الآي بي إم، يستطيع هذا الكمبيوتر أن يعالج أو يقدر 200 مليون حركة في الثانية الواحدة، واعتمد على فكرة القوة الغاشمة (Brute Force) للبحث عن أفضل حركة، أي أنه يقوم -لنقل – “بالتفكير” بحركة معينة، ثم يجرب جميع الإحتمالات لرد فعل المنافس، ثم لكل حركة يحتمل أن يقوم بها المنافس يفكر بجميع احتمالات الردود على كل حركات المنافس، وهكذا يغوص في عمق كل حركة، وبالتالي يقدر أفضل حركة، ثم يقوم بها. ديب بلو استطاع أن يتغلب على كاسبروف في سنة 1997 بثلاث ونصف مرات ضد إثنين ونصف مرة لكاسبروف، ولم يقبل جاري بالهزيمة بل اصر على أنه كان هناك تلاعب وتعديل على البرنامج ليتنافس بشكل أفضل معه، ولكنه أيضا إعترف أنه كان يحس أن هناك عمق في الذكاء وإبداع في حركات الكمبيوتر.
ربما الجميع سمع بجاري كاسبروف، ولكن ربما لم يعلم عن عن فلاديمير كرامنيك (Valdimir Kramnik) [4]Valdimir Kramnik، والبطل الذي تغلب على جاري كاسبروف سنة 2000، ولكن هو أيضا خسر للكمبيوتر ديب فريتز Deep Fritz [5]Deep Fritz سنة 2006، ولكن لم يستخدم نفس الكبميوتر الذي استخدمه ديب بلو، إنما كان كمبيوتر شخصي كالذي تملكه أنت في بيتك تقريبا، ويستطيع أن يقوم بـ 8 ملايين حركة في الثانية الواحدة بدلا من 200 مليون، ولكن يمتاز عن ديب بلو بقدرته المتقدمة على تحليل الحركات. في هذه المبارات خسر فلاديمير في لعبتين وانسحب من أربع.
لو أنك تبحث عن المسابقات التي يتبارى فيها الجراند ماستر (أو أسياد) لعبة الشطرنج مع الكمبيوتر لرأيت أنه مع تقدم الزمان يتقدم الكمبيوتر على أفضل اللاعبين، ليس ذلك فقط، بل إنه كلما تقدم الوقت كلما قل الاحتياج لكمبيوترات بنفس السرعات المذهلة، تخيل أن برنامج اسمه بوكيت فريتز (Pocket Fritz) والذي يعمل على التلفونات النقالة بدأ بالدخول في المباريات التي يبتارى فيها الجراند ماسترز. السبب يعود لأن السرعات ازدادت في الكمبيوترات بشكل عام (وإن لم تصل لتلك السرعات التي توازي ديب بلو)، والسبب الآخر تقدم قدرات التحليل الرياضي المُبرمجة للعب، من المهم أن نفهم أن البرامج التي تلعب الشطرنج اليوم لا تعتمد على القوة الغاشمة من خلال النظر في جميع الإحتمالات فقط، فعلى المستوى الحالي لسرعات الكمبيوتر من المتسحيل حصر جميع الاحتمالات لهول عددها، بل تعتمد البرامج على منظومة من المعلومات لأفضل لاعبي الشطرنج، وأفضل الألعاب التي لعبها اللاعبين، بالإضافة للتحاليل الرياضية، بالإضافة للقوة الغاشمة، بالإضافة لتعديل خططها كلما مر الوقت أثناء اللعب تبعا لطريقة لعب المنافس، هي اليوم تلعب بالطريقة التي يلعب بها الإنسان، أي أصبحت البرامج معقدة بدرجة لا يمكن حتى للمبرمج الذي صنع أي من هذه البرامج أن يغلبها في مباراة، ولا حتى لو اطلع الجراند ماستر على البرنامج بالكامل وفهمها، فهو لا يمكن له أن يغلبها لمجرد معرفته بطريقة عمل البرنامج.
نتساءل الآن، هل الكمبيوتر تغلب على الإنسان؟ بالطبع، ولكن كما يقول البعض، الغلبة محصورة في مجال معين فقط لا غير، وهو مجال حسابي بحت، أليس كذلك؟ يقول البروفيسور دانيال دينت الفيلسوف في مجال فلسفة العقل والعلم والبيلوجيا والعالم في علم الإدراك أنه في كل مرة يُظهر الكمبيوتر قدراته الرائعة يدعي الناقدون أن الكمبيوترات هم في الحقيقة أدنى منزلة لأنهم يستخدمون أساليب القوة الغاشمة: أي يقومون بتتبع منهجي لكل الإحتمالات الممكنة بدلا من أن يفكروا بطريقة إبداعية للتوجه للحل، ويكمل ليقول أنه لابد أن لا نستعجل في نبذ الكمبيوترات، ألا يقوم أبطال الشطرنج بدراسة وحفظ حركات متتابعة، وبطريقة موسوعية ويبحث خلال آلاف الاختلافات حينما يلعبون؟ أليس ذلك ما يقوم به الكمبيوتر؟
ثم نتساءل لو أن المباراة بين الكمبيوتر وأحد الجراند ماسترز كانت ماضية، وحان دور الكمبيوتر للعب، وسُألت: “ماذا يعمل الكمبيوتر الآن؟” ربما ستنزلق وأنت لا تحس بالقول: “الكمبيوتر يفكر في الخطوة التالية” أو “الكمبيوتر يريد أن يحمي الملك” مثلا، ما الذي نقوم به حينما نتفوه بهذا النوع من الكلام، نحن ندعي أن الكمبيوتر له هدف وهو أن يربح اللعبة، وبعض الأهداف الأخرى مثل حماية نفسه من خسارة أحجاره، لديه إعتقادات معينة مثل خطته، وطريقته للنجاح، ثم أنه يتخد قرارات منطقية لقرارات اللاعب الآخر، إذن الكمبيوتر يعتقد، يفكر، يؤمن، يريد، ولكن بدرجة محدودة جدا، ولكن إذا ما انتبهت لقولك، أو لو أنني سألتك: “وهل الكمبيوتر يفكر، يعتقد، أو يريد؟” ربما ستتراجع عن إلقاء تلك التصريحات عن الكمبيوتر، صحيح أننا نمنح صفات إنسانية للكمبيوتر ولكن ستقول أنه لا يمكن لأي شيء مادي أن يكون له إيمان أو اعتقاد أو إرادة.
طرح هذه الأفكار شيلي كيجن Shelley Kagan [6]Shelley Kagan بروفيسور في جامعة يل (Yale University) في محاضراته عن فلسفة الموت [7]فلسفة الموت ، ومن خلال الحديث عن فلسفة الموت تحدث عن الروح، وسأتطرق للموضوع من جانب واحد وهو الجانب الفلسفي للروح ومن خلال نظرة ديكارت لها فقط، وفي خلال هذه المحاضرة ناقش شيلي فكرة الإيمان والإعتقاد والرغبة بالنسبة لكمبيوتر، وقال أنه ربما حينما نقول أن الكمبيوتر لا إيمان ولا اعتقاد ولا رغبة له، قد نكون عنصريين، أي أننا ننظر للكمبيوتر على أنه مجموعة من الأجهزة، بينما نحن أكثر من ذلك، فبالإضافة للبيولوجيا نحن لدينا أشياء أخرى غير متوفرة في الكمبيوتر، والفرق هو المشاعر التي لا توجد في الكمبيوتر، فمثلا، حينما يقبض الكمبيوتر على حجر الحصان في الشطرنج لا يخامره شعور بالسعادة، وحينما تضع وزير الكمبيوتر في زاوية بحيث يمكنك القبض عليه لا يشعر الكمبيوتر بأي نوع من الخوف، فالمشاعر المختلفة ليست متوفرة للكمبيوتر، الكمبيوتر لا يشعر بالحب، بالغضب، بالرضى، بالضيق، وهكذا، كل هذه هي مشاعر إنسانية، إذن، هنا تغير النقاش، فبدلا من أن نقول أن الكمبيوتر لا يستطيع التفكير بطريقة منطقية، وليست لديه أهداف، وليست لديه رغبات (حتى على المستوى المحدود)، نحن نتخلى عن هذه الفكرة، ونقول أن الكمبيوتر ليست لديه مشاعر، وسأعود لهذه الفكرة مرة أخرى.
يقول حطان عاشور من على الفيس بوك: “الكمبيوتر قوي، ولكنه يفتقد إلى المشاعر”
وتقول نادية عبد العزيز من الرياض: “علينا أن نقيس أو نقارن بين كل نوع من أنواع الذكاءات على حده على سبيل المثال يتفوق الكمبيوتر على الانسان في الذكاء الرياضي لكن الانسان يتفوق على الكمبيوتر في الذكاء اللغوي والذكاء العاطفي”
الإبداع
يقول بندر الخريجي من المدينة المنورة: “اعتقد ان الكمبيوتر سوف يتغلب على العقل في الاداء للعمليات التي حددها مصمموه كسرعه المعالجه او التخزين لكن لايزال العقل البشري يتمتع بصفه الابداع التي يفاجئ نفسه فيها في كل فكره تخطر على باله”، (أعتذر إن لم أذكر الأسماء بالشكل الصحيح) وفي هذه الإجابة جانبان أساسيان سأتكلم عنهما، الجانب الأول هو الإبداع والجانب الثاني وهو مفاجأة النفس، ولنقل ما يسمى بالفلسفة بالكواليا “Qualia”، وهي الأحاسيس المجردة أو النوع في الإحساس، سآتي للنقطة الثانية لاحقا، ولكني سأبدأ من الإبداع.
الكثير من الناس تتصور أنه لا يمكن للكمبيوتر أن يكون مبدعا، أي لا يمكن للكمبيوتر أن يرسم رسمة جميلة مجردة، ولا يمكن للكمبيوتر أن يؤلف مقطوعة موسيقة كموتزارت وباخ وبيتهوفن على سبيل المثال، لماذا يا ترى لا يتصور البعض أن بإمكان الكمبيوتر أن يبدع؟ المشكلة أن البعض لا يتصور أن الكمبيوتر يمكنه أن يبدع حتى في المستقبل ولا يدري أن هذا الشيء حدث فعليا في عصرنا هذا، وسأعطي صورتين لذلك، ولربما ستنصدم مما سأذكره، ولربما ستغير رأيك الآن.
هارون أو آرون (Aaron) هو برنامج صنعه هارولد كوين (Harlod Cohen) من جامعة كاليفورنيا في ساندييجو (University of California at San Deigo)، وهذا الكمبيوتر أو البرنامج لديه القدرة على رسم صور لبشر بطريقة مجردة من وحي خيال برمجته (إن صح التعبير)، كان هدف هارولد من صناعة هذا البرنامج هو اكتشاف ما يستطيع أن يرسمه جهاز ذكي مستقل بذاته حينما يغذيه ببعض المعلومات من العالم من حوله ومن خلال برمجته بقدرات بسيطة، إضافة لذلك أراد أن يتعلم من الكمبيوتر بعض الإمكانيات التي لم يكن يتخيلها هو، فطوّر هذا البرنامج تدريجيا إلى أن أصبح قادرا على رسم رسومات فنية جميلة أدت بها في نهاية المطاف إلى معارض الفن العالمية، واشترى منها الناس معتبرينها فنا، وعلقت على حيطانهم لأنهم اعتبروا تلك الرسومات فنا (تستطيع أن ترى الكثير من الرسومات لهارون هنا)
ماذا يستطيع أن يقوم به هذا الكمبيوتر الرسام؟ يستطيع أن يخلط الألوان بنفسه، ويستطيع أن يغسل الفرشة، يستطيع أن يرسم رسمة معتمدا على ما يعرفه، ويعرف أيضا ما يقوم برسمه، أي أنه حينما يرسم يعرف إلى أين وصل ويكوّن – لنقل – صورة ذهنية (أو بعبارة أدق ممثالة داخلية) حتى يعرف ماذا يفعل بعد ذلك، وكل ما يقوم به هارولد هو تقديم المعلومات لهارون، وهارون هو الذي يحدد ما يريد أن يرسمه، ماذا يرسم هارون؟ إنه يرسم أشخاص بتنوع، وبأوضاع مختلفة، وبأرضيات مختلفة، وبألوان مختلفة، بالإضافة لنباتات، وما إلى ذلك.
صنع هارولد برنامجا سكرين سيفر (Screen Saver) لهارون أو حافظ للشاشة يقوم برسم أشكال مختلفة ورسومات جديدة، ولو أنك أنزلت هذا البرنامج على الكمبيوتر لرسم لك عدة رسمات، وكل منها مختلف عن الآخر، ولكانت كل رسمة تختلف عن باقي الرسومات عند الآخرين الذين أنزلوا هارون على أجهزتهم، حاولت أن أنزل البرنامج حتى أجربه بنفسي، ولكن يبدو أن البرنامج أزيل من الموقع، فتوجهت لليوتيوب لأرى إن كانت هناك لقطات تبين إمكانيات البرنامج… فعلا، وجدت لقطتين، وفي كلا اللقطتين يرسم الكمبيوتر رسوماته بسرعة كبيرة رسومات لأشخاص بأرضيات مختلفة وبإصيصات ونباتات مختلفة، ولكن هنا واجهت بعض الصعوبات في أحاسيسي لهذه الرسومات، وخصوصا أنني شاهدت برنامج لهارون الرسام الآلي، الذي هو عبارة عن البرنامج بالإضافة للروبوت الفعلي الذي يرسم الرسمة على الورق ويختار الآلوان وما شابه، شاتان بين الروبوت هارون والسكرين سيفر هارون، ما لفت انتباهي هو أن حينما نظرت إلى السكرين سيفر وهو يرسم بسرعة على الشاشة لم أحس بتلك المشاعر التي تدعوني لأن أرى أمامي رساما مبدعا، تخيل كل رسمة من الرسومات لو أنها رسمت على يد إنسان ربما تحتاج لأيام حتى تكتمل، أما الكمبيوتر لم يحتج إلا للحظات على الشاشة، في المقابل حينما رأيت هارون الآلة اختلف الأمر بالنسبة لي، لأن هارون الآلة بطيئ، ويتحرك أمامي، ويعطي نفسه تلك الهالة التي لا يمكن للهارون الرسام على شاشة الكمبيوتر أن يبديها لي شخصيا، ولربما أزيل البرنامج السكرين سيفر لذلك السبب (لا أدري). [8]Artificial Intelligence in the Art World
ربما يكون هناك اعتراض على أن هذا البرنامج مصمم لأن يرسم بطريقة معينة، وأنه غير مبدع، وسيتفق مع هذا الرأي صاحب البرنامج نفسه هارولد كوين، حيث يعتبر أن البرنامج مبدع في حدود معينة ولا يستطيع الخروج خارج الصندوق، وأن إبداع هارولد نفسه في صناعة البرنامج أكثر إبداعا من رسم هارون للرسومات.
الآن نأتي لبرنامج آخر، ولربما ستنصدم مما سأقوله الآن، وهو أن كل الموسيقى التي سمعتها، في ما عدا مقدمة الساويور بودكاست، كانت من تأليف برنامج صنعه البروفيسور ديفيد كوب (David Cope)، وقد عمل على البرنامج حولي 30 سنة حيث بدأ المشوار حينما تعرض ديفيد لما يسمى بحاجر الكاتب، هذا ما يصاب به الكاتب حينما لا تأتي له الأفكار لتساعده على الكتابة، هذا الحاجز أصابه في الموسيقى، فتوقف عن إنتاج الموسيقي، فاقترح عليه أحد أصدقاءه من الذين كانوا يعملون في مجال الذكاء الإصطناعي أن يقوم بصناعة برنامج يستطيع أن يستخلص النمط الذي يعزف به كبار مؤلفي الموسيقى مثل باخ وموتزالت وبيتهوفين وغيرهم بما في ذلك نمط عزفه هو، ثم يؤلف الكمبيوتر موسيقى بناءا على طريقتهم، ويقول كوب: “بدلا من أن أكتب القواعد كلها للبرنامج، أصنع قاعدة بيانات من الموسيقى، وأجعل الكمبيوتر يحلل هذه المعلومات حتى يحاول أن ينتج مثلها”، فنجح في ذلك، ما نجح به هو أن البرنامج استطاع أن يحلل تأليفاته الشخصية، وتعدى ذلك ليحلل وينتج موسيقى لتقريبا جميع أعلام الموسيقى، وأسمى البرنامج هذا باسم إيمي (EMI) اختصارا لـ: “تجارب في الذكاء الموسيقي” (Experiments in Musical Intelligence)، فألف الكمبيوتر موسيقى على طريقة كل من هؤلاء الكبار، ولو كنت من المستمعين لأي من أولئك المؤلفين الكبار لظننت أن تلك الموسيقى التي ألفها الكمبيوتر هي لهم، ولأحسست بتقارب النمط بين الإثنين.
أعترف أنني شككت في قدرة البرنامج على أن يؤلف هذه الموسيقى التي سمعتها، واعتقدت أن ديفيد كوب بمعرفته للموسيقى هو الذي فبرك هذه المقطوعات بنفسه، لدرجة أنني بحثت على الإنترنت لمقالة بعد مقالة تجرح كلام البروفيسور ديفيد كوب ولم أجد شيئا. لماذا شككت؟ لأنني لم أتوقع أن يستطيع كمبيوتر أن يؤلف موسيقى جميلة، لا أقول أنها رائعة، ولكن نغماتها منتظمة، ومتناسقة، وتحسسني وكأنما ألفها باخ وموتزارت وبيتهوفن وسكوت جوبلين، هي موسيقى لم يؤلفها أي منهم، وهي بالتأكيد إبداع، وإن كانت في حيز محدود.
ردة الفعل التي أثارها هذا البرنامج كانت إيجابية في الأوساط العلمية، ولكنها كانت سلبية للغاية في الأوساط الموسيقية، وذلك لإحساسهم بأن الموسيقى شيء خاص بالإنسان، وأن الكمبيوتر يشكل خطرا عليهم، وكان دائما يرد عليهم بقوله: “إنسان صنع الآلة، يستمع للنتيجة، ويختار الأفضل، ما هو أقل إنسانية لهذا الشيء هو أنه قد أحتاج لسنوات وسنوات لإنتاج هذا الشيء بالكامل بنفسي.” (يقصد الموسيقى التي ألفها الكمبيوتر لم يحتج للكثير من الوقت لينتج الموسيقى، وذلك هو الفرق بين الإنسان والكمبيوتر، وهو السرعة)، ربما هنا أيضا تقول أن هذا الإبداع لم يخرج خارج الصندوق، هو أيضا محدود بإطار ضيق، صحيح، وخصوصا أن إيمي تسلقت على أكتاف المبدعين من أعلام الموسيقى، ويتفق الكثير مع هذا الرأي، ولكن هناك من يستمع للموسيقى هذه ويستمتع بها، ويعتبرها إبداعا.
ولكن لو أن الشك لا يزال يساورك، أود أن أبين أن حتى هذه الإنتقادات لم يدع كوب لها مجالا، حيث أن الإنتقادات على الإبداع جعلته يرمي البرنامج في الزبالة، ويرتقي للمستوى الثاني، يقول: “بداية غضبت لخمس دقائق، بعدها عدت للعمل مرة أخرى، قائلا: سأري أبناء… ” وسبهم، والمستوى الثاني هو أن يجعل الكمبيوتر يؤلف مقطوعة موسيقية على أسلوبه الخاص، فصنع ما أسماه بإميلي هاول (Emily Howel) في سنة 2003، هذه المرة بدلا من يقدم لإملي معلومات موسيقية لمؤلفي الموسيقى من البشر، قدم لها كل تأليفات إيمي سابقتها، بالإضافة لذلك جعلها تتقبل أوامر صوتيه، بحيث يبين لإملي إعاجبه أو عدم إعجابه بالتأليف، فتعدل إملي من تأليفهاتها تدريجيا، التوجيهات تختلف عن التأليف، الموسيقى التي تؤلفها أملي هي لها بالكامل، فأنتجت شيئا مختلفا تماما عمن سبقها من البشر (لنستمع للموسيقى التي ألفتها إملي)
ما هو الإبداع
ربما تعرف عن الإبداع من خلال ما تراه من المبدعين، وربما حضرت محاضرة تدعوك لأن تطلق قدراتك لتبدع، فتعرف من ذلك معنى الإبداع، هناك عدة جوانب للإبداع التي ترتبط في المبدع، لن أخوض فيها، ولكن سأخوض في التساؤل الذي سأله بيتر فان لانجن (Peiter Van Langen) وزملاؤه في ورقة علمية عنوانها: “نحو تصميم أنظمة مصطنعة مبدعة” (Towards Designing Creative Artificial System)، في هذه الورقة عدد الكثير من الآراء للكثير من العلماء في الإبداع من شتى النواحي، ولكنه انشغل عن الكثير منها وركز على سؤالين أحدهما هو: “هل بإمكان الكمبيوترات أن تفعل أشياء تبدو أنها إبداعية على الأقل؟” ثم عرف النتيجة الإبداعية بقوله: “نتيجة النظام تكون إبداعية في وجهة نظر المقيم إذا أدرك المقيم النتيجة على أنها جديدة، غير متوقعة وقيمة.”
والتعريف هذا يبين أهمية المقيم في تقييم النتيجة على أنها إبداعية أو غير إبداعية، فمن الممكن أن تقيم أنت شيئا على أنه إبداع، وغيرك يختلف معك تماما، أضف لذلك أنه قد تقيم شيئا على أنه إبداع، ولكن مع مرور الوقت تقرر أن هذا الشيء غير إبداعي، لذلك النتيجة تعتمد على خبرات وتجارب المقيم، ثم يضف تعريفا آخر للنظام المبدع: “النظام مبدع برأي المقيم إذا – بحسب المقيم – النظام ينتج نتائج إبداعية بما فيه الكفاية” لماذا يقول بما فيه الكفاية، لأنه قد ينتج النظام أشياء عشوائية، وينتقي المقيم منها النتائج التي تكون إبداعية، فإذا كان النظام أو الكمبيوتر من بين العشوائية ينتج شيئا إبداعيا، لا يقال عنه أنه مبدع. ويضيف تعريفا أخيرا لمتطلبات الإبداع: “لابد للنظام المبدع أن يكون قادرا على التفاعل مع البيئة المحيطة به، ويتعلم، وينظم نفسه بنفسه (أي يخطط وينفذ ويتحكم ويغير من عملياته”
طبعا كل هذه التعاريف وإن كانت موجه لأي نظام، ولكنها تنطبق حتى على الإنسان، الإنسان قادر على أن يبدع ويتفاعل مع بيئته ويتعلم ويتحكم ويغير من عملياته، وهناك من يقيم النتائج التي يقوم بها على أنها إبداعية، ولكن من هذه التعاريف يستشف كتاب المقالة على أن برنامج هارون الرسام إنما ينتمي لأنظمة التقريبا إبداعية، ولكنه لم يذكر شيئا عن إيملي هاول، ولا عن برامج الشطرنج، ولا عن واتسون المتسابق على برنامج الجيبوردي (الذي ذكرته في الحلقة الأولى في هذه الموضوع).
أضف لذلك البرنامج الذي يتبارى في لعبة النرد أو الطاولة، والذي سمي بـ “تي دي جامون” TD- Gammon، هذا البرنامج طوره جيرالد تسورو (Gerald Tesauro) من شركة آي بي إم وذلك بتمثيل الخلايا العصبية في المخ (Artificial Neural Net)، صحيح أن قدراته في اللعب لا تتفوق على أفضل اللاعبين في النرد، ولكن هذا البرنامج اكتشف طريقة جديدة في اللعب لم يكن يعرفها أي من كبار اللاعبين، وبسببه تعلم اللاعبين هذه الطريقة الجديدة وحسنوا من أدائهم في المسابقات، ذلك كله يعود إلى أن البرنامج لديه القدرة على التعلم بطريقة تختلف عن البرامج الأخرى، فابتدع طريقة جديدة مفاجئة قيمها المتخصصين بالنرد واستخدموها أنفسهم، ماذا نقول عن هذا البرنامج؟ هل هو مبدع؟
من المهم أن نعرف أن جميع مبرمجي هذه البرامج من ديب بلو وديب فريتز لاعبا الشطرنج، وإيمي وإيملي مؤلفتا الموسيقى، وهارون الرسام، وتي دي جامون، وغيرهم من البرامج المنتجة لم يكونوا يعلمون ماذا ستنتج هذه البرامج، هم وضعوا القواعد لللعب وللتأليف، وأضافوا لها الخبرة، وهذه البرامج ابتدعت شيئا جديدا لم يكن يعرفه حتى المبرمجين، أليس ذلك إبداعا؟ دع عنك العواطف التي لا يمتلكها الكمبيوتر، دع عنك الروح التي توجد بداخل شرائح الدوائر الإلكترونية، أليست النتيجة جديدة، غير متوقعة وقيمة، إذا لم نقبل بأن الكمبيوتر قد أبدع، هل يصح ما قاله البروفيسور شيلي أننا عنصريون؟
المشاعر والفهم والإرادة والروح
يبدو أنه كلما رسمنا حدودا لقدرات الكمبيوتر كلما تقدم الكمبيوتر قليلا، وكلما رسمنا حدودا جديدة متراجعين قليلا فيها، هكذا يبدو الأمر حينما نسلم بعض الشيء للكمبيوتر ثم نتراجع قليلا لنقول: “صحيح أن الكمبيوتر يستطيع أن يتغلب على البشر في الشنطرنج، ولكن… صحيح أنه يرسم، ولكن… صحيح أنه يؤلف الموسيقى، ولكن…” الآن بعد أن تغلب واتسون على منافسيه بشكل لا يدع مجالا للشك في قدرته بدأ العمل لتحويل واتسون إلى مشخص للأمراض، تخيل معي أن تدخل المستشفى، وبدلا من أن يشخص الطبيب مرضك، يقوم الكمبيوتر بذلك، ربما أنت تتخوف من هذه الفكرة، ولكن تخيل نفس الكمبيوتر الذي استطاع أن يتغلب على أعتى المنافسين في تحليل السؤال والبحث عن الحل في قاعدة بيانات هائلة خلال فترة أقل من البشر، أليس ذلك يدعو للتفاؤل أن الكمبيوتر سيقدر على أن تشخيص الأمراض بشكل أفضل من الأطباء، تخيل أن شخصا يعيش في الإمارات، وأصابه مرض غريب، وكلما انتقل من طبيب إلى طبيب شخصه بطريقة مختلفة، ثم يذهب للعيادة الحديثة، فتسجل تلك العيادة أعراض المرض لديه، فترسل هذه الأعراض بلمح البصر عبر الإنترنت إلى واتسون (إن لم يتغير اسمه في المستقبل)، ثم يبحث واتسون عن مرضه بلمح البصر، ويرجع بأدق إجابة يمكن الحصول عليها، وخصوصا أن واتسون يبحث في قاعدة بيانات تشتمل على جميع الأمراض على وجه الأرض، ويتم تحديثه يوميا، وكلما شُخّص مرضا جديدا كلما تعلم جديدا، ألن تثق به في واتسون في تشخيص مرضك أكثر من الأطباء؟ ألن ينقل ذلك الأطباء نقله نوعيه في علاج البشر بشكل أكثر دقة؟ هنا نقول واتسون يتغلب على الإنسان في تشخيص الأمراض، ولكن…
لماذا كل هذه اللواكن؟ لماذا لا نزال نصر على أن هناك نقص؟ لأنه إلى الآن توجد عقبات لم يستطع الكمبيوتر التغلب عليها، ليس لضعف في الكمبيوتر، ولكن لأننا كبشر لم نفهمها بعد، ونعتقد أن الكمبيوتر المادي لا يمكن له أن يتخطاها، وأول هذه الإشكالات هي العواطف، والثانية هي الفهم، والأخيرة هي الإرادة الحرة والروح، لنأخذها واحدة واحدة ونبسط الفكرة وبشرح موجز بحيث نفهم المشكلة حتى نعرف حقيقة الإعتراض على قدرات الكمبيوتر، وأنها لم تأت من فراغ.
ولدت جابي جينجريس (Gabby Gingras)، بلا أي أحساس بالألم، هي حاليا تعيش حياتا من غير أي ألم [9]A LIFE WITHOUT PAIN ، جميع أعصاب جسدها لا توصل إي رسالة إلى مخها، ولذلك حينما تصطدم بشيء أو تنجرح أو تتحطم لا تحس بشيء، رائع أليس كذلك؟ ألا تتمنى أن لا يتألم جسدك أبدا؟ ستكونين إمرأة خارقة، ستكونين سعيدة أن آلام الجسد كلها تختفي، آلام المفاصل كلها تزول، ألام الظهر، كل الآلام. لن أدعو لأحد لأن يكون مثل هذه البنت، لأن عدم وجود الألم في الحقيقة مصيبة هائلة، تخيل معي أنها حينما تصطدم بشيء وتنجرح فهي لا تعلم بأنها جرحت، ولو أن يدها كسرت لن تحس بها، ولو أن عينها فقعت، فلن تكترث، هنا المشكلة. حينما تتألم رجلك بعد سقوطك في مبارات كرة القدم، مخك يرسل إشارات ألم تمنعك من إكمال اللعب، حتى لا تتفاقم المشكلة، كلما تحاول الركض، تحس بالألم الشديد، فتضطر للتوقف، بذلك تعطي فرصة لجسمك لإصلاح الخلل، أما في حال جابي، فهي غير قادرة على ذلك، لذلك، ولفترة قام أبويها بغليف جسدها ورأسها بواقي حتى إذا ما اصطدمت بشيء لا تجرح ولا تكسر نفسها، والآن تضع على عينيها نظارات سباح.
تخيل أن أسنان جابي بدأت بالتكون وفي يوم من الأيام وضع أبوها إصبعه في فمها، فعضت على إصبعه بقوة هائلة، بسحب الأب يده من فمها بقوة، وإذا بضرسها الجديد ينخلع من فمها، تتوقع أن الطفل الطبيعي يبكي يوما كاملا، ولكن جابي لم ترمش لها جفن، والسبب لوضع نظارة السباحة على عينها أنها فقد عينا حينما أصيبت بعدوى في اليسرى، حينما رأى الطبيب العين المصابة، لم يتصور أن أحدا يمكنه أن يتحمل ذلك الألم من غير أن يغلق عينه المصابة، فتحى يحمي العين قام بخياطة جفنيها على بعضهم، ولكن جابي أزالت الخيوط بيديها وأتلفت عينها بالكامل، فقرر الأطباء إزالة عينها حتى لا ينتشر المرض في جسدها، واستبدلت العين بأخرى صناعية، وألبست جابي النظارة. [10]A Life Without Pain on 20/20
بالرغم من أن القصة مؤلمة ولكن كان لي هدف من عرض القصة، وهو أن هذا النوع من المشاعر أو الأحاسيس يعتبر من المشاعر أو الأحاسيس السلوكية، أي الشخص حينما يتألم يسلك سلوكا معينا لحماية نفسه، وحينما تغضب فإنك تقوم بتسكير الصحون مثلا، أو أنك حينما تفرح قد تقفز في مكانك من شدة الفرح، وحينما تحزن بشدة فإنك تبكي، كل هذه السلوكيات بإمكاننا برمجتها في الكمبيوتر، تخيل لو أننا أردنا أن نصنع روبوت، وأردنا أن يحمي نفسه من الخطر، فنضع له مجسات على أنحاء جسده، ثم إذا ما انكسر جانب من جسده، ترسل إشارة إلى مركز التحليلات، وفيقوم البرنامج بمعرفة أين أصيب، وبذلك يطلب من الكمبيوتر أن يتوقف من العمل الذي أدى لذلك الكسر، كلاعب الكرة مثلا، أو مثلا نستطيع أن نبمرج الروبوت بحيث يقفز إذا ما حدثناه بخبر سار، أو أن يغضب إذا ما رأى شيئا سيئا، وكل هذه السلوكيات من الممكن برمجتها في الكمبيوتر، ولكن هنا تكمن المشكلة، أن كل هذه ليست بمشاعر نوعية، هي فقط سلوكية، لا يمكن للكمبيوتر أن يحس بالداخل بهذه المشاعر التي نحس فيها، فهو فعليلا لا يفرح نوعيا، ولا يحزن نوعيا ولا يغضب نوعيا.
لأوضح الصورة بشكل أدق، تخيل معي أنك سافرت إلى الصين، وتوجهت لسور الصين العظيم، ثم صورت مجموعة من الصور، وصورت لقطات فيديو، وتمشيت فوق السور، وشاهدت الطبيعة الجميلة التي حوله، وصورت ذلك كله وعرف كل المعلومات التي تحيط بالسور، ثم رجعت إلى مصر وتحدث مع صديقك عنه، وأريته كل الصور واللقطات، ثم عرضت عليه كل المعلومات التي تعرفها عن السور، وأكثر من ذلك أريته صور من الساتالايت ونوع الحجر الذي بني منه، وكل ما يمكن أن يعرف عنه أخبرته به، لنتفرض الآن أنه صاحبك يعرف كل شيء عن السورالصين العظيم، وحتى أنك شرحت له كيف كنت تشعر بجانب هذا السور، تخيل الآن أن صاحبك بعد أن أعجب بكل هذه التفاصيل أراد أن يسافر إلى الصين ليرى السور بنفسه، وصل هناك وتوجه إلى السور، ورأه لأول مرة، كيف – يا ترى – سيشعر؟ سيصيبه إحساس رائع، هذه الأحاسيس التي لا يمكن لأحد أن يصورها حتى لو علم كل ما يمكن أن يعرف عن سور الصين العظيم أو شيء آخر، ذلك الإحساس المباشر حينما تتذوق الآيس كريم (حتى لو عرفت كل مكوناته الكيميائية ولونه ومذاقه وملمسه وكل تفاصيله)، حينما تشعر بألم في ركبتك، حينما ترى اللون الأحمر. يقول إريوين شرودنجر حينما يرد على الماديين: “الإحساس باللون لا يمكن له أن يحسب له حساب عن طريق الفيزيائيين من خلال النظرة الموضوعية لتموجات الضوء، هل يمكن لعالم النفس أن يحسب له حسابا إذا كان عنده العلم الكامل والذي هو أكثر من العمليات التي تحدث في الشبكية والأعصاب التي أُعدت لها عن طريق حزم العصب البصري والمخ؟ لا أعتقد ذلك” ما يريد أن يقوله أن هناك شيء لا يمكن أن نفسره بمجرد النظرة المادية لتركيبة الأشياء والإنسان، هناك بعد آخر لنظرة الإنسان للماديات بعد لا يمكن أن يفهم بمجرد فهم الإنسان من الناحية البيولوجية، هذه الأحاسيس لا يمكن نقلها لشخص آخر ولا يمكن للشخص الآخر أن يفهمها إلا من خلال التجربة المباشرة، هي جوهرية، وهي خاصة وكذلك يمكن معرفتها مباشرة من خلال الوعي.
كيف يمكن لكمبيوتر أن يحس بتلك الأحاسيس؟ صحيح أننا بإمكاننا أن نبرمج الكمبيوتر ليتصرف سلوكيا وكأنما يحس بطعم الآيس كريم، كأن يقول أنه لذيذ، ولكن هل يحس بذلك الإحساس الذي نحس به حينما نتذوق الآيس كريم؟ من الممكن أن نبرمج الكمبيوتر ليقول أنه يخاف من الظلام حينما يمر في أزقة مظلمة، ولكن هل يحس بذلك الشعور الذي يغمرنا حينما نكون في الموقف ذاته؟ هذه الأحاسيس لا يمكن ربطها مباشرة بالبيولوجيا فكيف يمكن ربطها بالإلكترونيات والبرنامج؟ هذه الصفة موجودة في العقل أو الروح كما يقول بعض الفلاسفة.
هذا من ناحية، وهناك ناحية أخرى وهي الفهم، تكلمت عن تجربة تورنج (Turning) في السابق، والتجربة تحاول الإجابة على السؤال: “هل تستيطع الكبميوترات أن تفكر؟” للإجابة على هذا السؤال لابد من أن لا ننحاز عاطفيا لنفي الذكاء من الكمبيوتر، ذكرت التجربة في السابق، ولكني سأعيد ذكرها الآن حتى يمكن لنا فهم التجربة التي تليها، تخيل أن كمبيوتر وضع في غرفة، وإنسان في غرفة أخرى، وأنت الحكم خارج الغرفتين، ولا تعلم في أي الغرفتين الكمبيوتر، وفي أيها الإنسان، وبدأت بطرح أسئلة على من بداخل الغرفتين، واستقبلت الإجابات، فإن لم تستطع أن تميز الإجابات التي تأتيك من الكمبيوتر عن تلك التي تأتيك من الإنسان، فذلك يعني أنه يمكنك القول أن الكمبيوتر ذكي، فليس هناك ما يميز الإثنين عن بعض، بذلك أزلنا قضية العاطفة من تقييمك للكمبيوتر.
يرد على هذه الطريقة من التفكير جون سيرل (John Searle) الفيلسوف الأمريكي من جامعة كاليفورينا بيركلي (University of California, Berkeley)، حيث يطرح نفس الفكرة تقريبا، ليبن أنه صحيح لن نستطيع أن نفرق بين الكمبيوتر والإنسان في حالة اختبار التورينج، ولكن نتساءل: “هل يعني ذلك أن الكمبيوتر يفهم السؤال والردود على الأسئلة؟”
لنتخيل الآن أننا وضعنا كمبيوتر في غرفة، وهذا الكمبيوتر قادر على الإجابة على الأسئلة باللغة الصينية (اختيار اللغة الصينية على اعتبار أنك لا تتكلم الصينية، ولو أنك تتحدث بالصينية، اختر لغة لا تعرفها)، إذن كلما سأل شخص من الصين سؤلا للكمبيوتر بداخل الغرفة أجاب عليه الكمبيوتر ليبدو وكأنه إنسان يفهم اللغة الصينية، فينجح في اختبار التورينج، ويبدو كما لو أن الكمبيوتر يفهم الصينية، أليس كذلك؟. تخيل الآن أنك تدخل إلى داخل غرفة، ولديك البرنامج الذي بُرمج به الكمبيوتر، ولكن كان البرنامج باللغة الإنجليزية، والبرنامج عبارة عن أوامر يأتمر بها الكمبيوتر، فينفذ خطوات معينة للوصول للإجابة، لنفترض أن شخص صيني يبعث لك سؤال باللغة الصينية من تحت الباب، تأخذ السؤال، وأنت لا تفهم الكتابة الصينية، ولكن لديك التعليمات البرمجية لتحليل الرموز الصينية واحدة واحدة، ثم تركب رموز أو حروف الإجابة واحدة واحدة، كما أمرتك التعليمات البرمجية، السؤال هو، سيرل يقول أنه لا فرق بين ما يقوم به الكمبيوتر بتنفيذ خطوات برمجته عن الإنسان الذي ينفذ نفس الخطوات، كلاكما لا يفهم اللغة الصينية، بهذه التجربة الفكرية نستنتج أن الكمبيوتر لا يفهم، ولكنه يتبع خطوات محددة بشكل أوتوماتيكي بلا وعي.
أخيرا، حينما نقول أن الكمبيوتر يستطيع أن يلعب الشطرنج أن يرسم رسمة، أو يؤلف موسيقى، قد نقبل أن الكمبيوتر أبدع إلى حد ما في ذلك كله، ولكن هناك ما يمنعنا أن نقبل الإبداع بشكل كلي، لماذا يا ترى؟ لأن هناك خاصية أساسية موجودة في الإنسان غير موجودة في الكمبيوتر، وهذه هي حرية الإرادة، نعم الكمبيوتر يرسم، ولكن ذلك في حدود برمجته، لا يستطيع أن يخرج خارج هذه البرمجة، وصحيح أنه يؤلف الموسيقى ولكن تأليفه يعتمد على البرمجة المحدودة، هو لا يملك حرية الإرادة، الإنسان لديه هذه الميزة التي تميزه عن البرمجة الجامدة الساجنة.
نتساءل، من أين تأتي الإرادة؟ يشرح البروفيسور شيلي كيجن هذه الفكرة في محاضراته عن فلسفة الموت، ليقول أننا نحن 1) نمتلك حرية الإرادة، 2) لا يوجد شيء مرهون بالحتمية إلا ويكون فاقد لحرية الإرادة، 3) كل مادي مرهون بالحتمية، 4) لذلك بما أننا لدينا حرية الإرادة إذن لسنا مكونين من مادة فقط، وهذه أربعة نقاطة فلسفية تحاول أن تبين أن الإنسان هو ثنائي التكونين، فهو روح ومادة.
لعل من أبرز من أسس للنقاشات في الروح هو ريني ديكارت René Descartes [11]René Descartes (هنا أتكلم عن المدارس الغربية، وليست المدارس الإسلامية، وأيضا أنا أتكلم عن الناحية الفلسفية وليست الدينية)، شيلي كيجن في نفس المحاضرات يطرح فكرة يتخيلها ريني ديكارت حتى يبين أن الإنسان يتكون من الروح والجسم، يقول تخيل معي هذه الصورة (أرجو منك أيضا أن تتخيل الفكرة التي شرحها البروفيسور كيجن) أن قمت من النوم في الصباح، وذهبت للحمام ووقفت أمام المرآة، ونظرت إلى نفسك، فرأيت جسمك، تخيل الآن أن يدك اليمنى بدأت بالإختفاء، تبعتها اليسرى، ثم رجلك، ثم بنط وصدرك، ثم رأسك، جسدك اختفى بالكامل، لم يبق منه شيء. يتساءل: “ما الذي بقي منك؟” الذي بقي منك هو عقلك، تخيل أنك الآن أنت لا تزال موجود أمام المرآة، عقلك يفكر، وهو الآن لا يزال واقف أمام المرآة، أليس كذلك؟ وهذا دليل على أن الإنسان لديه عقل وجسد، وحتى إن اختفى الجسد فلا يزال عقله موجود.
“لحظة واحدة من فضلك يا ديكارت، هل تعتقد أنني ساذج؟ هل تريد أن أصدق أن مجرد أنني أستطيع أن أتخيل أن لدي عقل أو روح فذلك يعني أن فعلا لدي عقل أو روح؟” ربما ترد على ديكارت بهذه الطريقة، تساؤل مقبول ومنطقي، سيرد عليك ديكارت كالتالي: حاول الآن أن تفكر في الطاولة أو في الكرسي أو في السيارة أو الحجر أي جسم آخر، حاول أن تتخيل أن هذا الجسم موجود وغير موجود في نفس الوقت، لن تستطيع، لأنه ببساطة، الطاولة والكرسي والسيارة والحجر، كل منها غير ثنائي التركيب، فالطاولة إما أنت تكون موجودة أو غير موجودة، أما حينما تفكر في نفسك، تستطيع أن تمحو الجسم من الصورة، وتبقى على شيء آخر، ما هو هذا الشيء؟ أليست هي الروح؟ إذن الإنسان يحتوي على الروح والجسم، وهذا ما لا يمكن أن يكون موجودا في الكمبيوتر، وهو ما يعطي الإنسان حرية الإرادة وينفيها من الكمبيوتر بانفائه منه، ولذلك لا يمكن أن يخرج الكمبيوتر خارج الصندوق، وأضيف لذلك ما تحدث عنه سي إي لويس (C.S. Lewis) حيث يقول في كتابه “المعجزة” أن هذا العقل الغير مادي تصل إليه الأفكار من الله عز وجل.
أنتهي عند هذه النقطة، ولكن أحب أن أؤكد على قضية مهمة، صحيح أنني ذكرت جانبين من النقاش في التنافس بين الكمبيوتر والعقل البشري، ولكن النقاش لم يأخذ حقه، وربما تلاحظ أنني أنهيت النقاش من صالح الروح والعقل، ولكن النقاش لا ينتهي هنا، والردود على كل نقطة ذكرتها عن العقل موجودة وهي لاذعة قوية، لا يزال يناقش فيها الفلاسفة وعلماء الكمبيوتر، ولكل رد رد مقابل يقابله في القوة ويعاكسه في الإتجاه، ولذلك أتمنى من المستمعين أن كان لديهم فضول أن يأخذوا على أنفسهم عهدا أن يقرأوا هذه النقاشات حتى يطورا من أنفسهم ويعرفوا عمق الصراع.
هناك نقطة ثانية، وإن كانت النقاشات حادة في هذا الموضوع، ولكن علماء الكمبيوتر لم يرف لهم رمش، ولم تؤثر عليهم النقاشات للتراجع عن تطوير الذكاء الصناعي، كلما مر الوقت كلما ازدادت قدرات الكمبيوتر، وما يطبخ حاليا في المختبرات هو أعظم وأروع، لذلك سأقوم بحلقة ثالثة عن مستقبل العقل الإلكتروني، ومستقبل الإنسان ومستقبل العلاقة بينهما، وسأبين كيف أن الكمبيوتر سيصل إلى مستوى يتعدى فيه الإنسان، وفي المقابل كيف سيتحول الإنسان من جسد مادي إلى جسد تكنولوجي، وكيف سيتم نقل شخصيته إلى كمبيوتر، وسأناقش الشخصية من الناحية الفلسفية، وجوانب أخرى قد لم تخطر على قلبك.
شكرا جزيلاُ استاذ محمد على هذه الحلقة، و للأخوة الكرام الذين اعجبهم الموضوع انصحهم بقراءة كتاب “أفكر اذن انا كمبيوتر” للكاتب “عادل فاخوري” ، هذا الكتاب قرأته السنة الماضية و هو يتناول نفس هذا الموضوع و أعتقد ان الجميع يستحق بان يقرأه للافكار و المعلومات القيمة التي يحتويها. و شكرا
شكرا لك
قرأت له على الإنترنت يبدو أننا نشترك بالأفكار، جميل جدا
شكراً لك على هذا التأصيل الجميل
قرأت هذا الموضوع بحياديه، لكن ما احتوى عليه نهاية المقال كان أقرب للعقلانية
يعطيك العافية على هذا الموضوع الرائع دكتور محمد
keep going
شكرا اخي على هذه المقالة الرائعة 🙂
استفدت كثيراً منها