بين الحين والآخر يستدعيني صديق لمشكلة في الكمبيوتر، الكمبيوتر بطيئ، لا يعمل كما كان يعمل في السابق، أو الإنترنت ليس بالسرعة التي كان عليها عندما كان الكمبيوتر جديدا، أو أن أحدهم يخبري عن سرقة إيميله أو أحيانا الكمبيوتر يقوم بإطفاء نفسه حينما يشغله بعد دقائق من التشغيل، أو أن برنامج الإنترنت إكسبلورر يفتح عدة شاشات مليئة بالدعايات فلا يغلق واحدة حتى تنفتح الأخرى أتوماتكيا، فتمتلئ الشاشة بالنوافذ بلا توقف، فيخبرني أنه قرر أن يفرمت الجهاز (أي يمسح كل محتوياته ويعيد تركيب البرامج من البداية)، فيصيبني بوعكة في بطني لأنني أكره كلمة الفورمات، لأنني أعلم أن معظم هذه المشاكل لها حل، ولكن المسكين يئس، وشارع بن خلدون جاهز لاستقبال طلبات الفورمات (شارع بن خلدون شارع مليئ بمحلات الكمبيوتر في الكويت تقوم فيه المحلات ببيع الكمبيوترات وإصلاحها)، ومما أكرهه بشكل كبير هو أن الشخص الذي يفرمت الجهاز عادة لا يهتم لما يحتويه كمبيوتره من معلومات قد يكون جمعها على فترة من الزمن، أو ربما يقضي وقتا طويلا في نقل المعلومات، مع إنه كان بإمكانه إصلاح المشكلة في غالب الأحيان بكل سهولة.

لا تنسى أن تدعم السايوير بودكاست من خلال Patreon، كن مع الداعمين.
Become a Patron!

مشاكل الكمبيوتر (الفيروسات)

هناك عدة مشاكل تصيب الكمبيوتر بوعكة صحية، وكلها تأتي تحت مظلة واحدة تسمى بالمالوير (Malware)، وربما هذا الإسم غريب عليك، ولكن أنت تعرف الفيروس Virus ^[1]Virus والسبياوير Spyware ^[2]Spyware ، وربما تعرف الدود Worms ^[3]Worms وربما أيضا التروجن هورس Trojan Horse ^[4]Trojan Horse والفيشنج Phishing ^[5]Phishing وهكذا. ولكن ربما لا تعرف ما هي تماما، لنمر عليها لنفهم الفكرة العامة للأشياء الرئيسية منها.

الفيروس: الفيروس عبارة عن برنامج قادر على نسخ نفسه بنفسه والانتقال من كبيوتر إلى آخر، الكثير من الفيروسات قادرة على لصق نفسها ببرامج كمبيوترية، وعند نقلك للبرنامج تنقل معها، وعند تشغيل البرامج تعمل هي أيضا وتظل في الذاكرة وإما أن تقوم بالتخريب حيث تقوم بنسخ نفسها على الكثير من الملفات، أو أنها تقوم بأعمال تخريبية أخرى كمسح الملفات أو إعادة تشغيل الجهاز وما اشبه. لذلك أنت تنزل برامج مثل نورتون آنتي فايرس (Norton Anti Virsus) أو آفاست ( Avast)، وماكافي (McAfee)، وهذه تقوم بتعطيل الفيروسات على قدر الإمكان.

في سنة 1994 شاركنا أنا مجموعة من الطلبة من جامعتي في الولايات المتحدة الأمريكية في مسابقات جمعية المهندسين الكهربائيين والإلكترويين، وكانت المسابقة في تلك السنة عن عمل فيروس يقوم بتدمير فيروسات، وطبعا كانت هناك أجهزة مجهزة لهذه المسابقة، وبيئة ولغة برمجية خاصة لهذه الفيروسات حتى لا تنتهي بتخريب أجهزة خارج نطاقها، فقمت أنا وكل شخص قادر ببرمجة فيروس، ودخلنا المسابقة، ففازت جامعتي على المركز الأول في المسابقة ضد 26 جامعة في جنوب أمريكا، وفاز برنامجي على جميع البرامج الأخرى حتى ضد برامج جامعتي، فكانت فكرة برنامجي هو أن يعمل نسخة من نفسه في كل أنحاء ذاكرة الكمبيوتر، مثل القنبلة العنقودية، فدمرت كل ما يمر في طريقها.

السبايوير: الكثير الكثير من الناس لا تعرف أن في الوقت الحالي السبايوير هو المسبب الرئيسي لمشاكل الكمبيوتر، وخصوصا أن الفيروس في غالب الأحيان يتم اصطياده ببرامج الآنتي فايرس، وهذه البرامج هي السبب الرئيسي لمشاكل البطء في الكمبيوتر ومشاكل تحويل المتصفح لصفحات غير التي حددتها أنت، وهي السبب في ملئ الذاكرة وما أشبه، السبياوير عبارة عن برامج تتجس على عادات استخدامك للمتصفح من مواقع تزورها، فهدفها هو جمع الم
علومات وإرسالها إلى شركة معنية بالدعاية والإعلان للاستفادة منها، ولكن أحيانا البعض منها يقوم بالتجسس على معلومات كرت الإئتمان(الكردت كارد) أو الشخصية بشكل عام، وتغير من الإعدادات للكمبيوتر، وتبطئ الإنترنت، ومنها ما يقوم بإنزال برامج أخرى للتجسس، وهكذا، وتختلف عن الفيروس في أنها لا تقوم بنسخ نفسها.

وتأتي هذه البرامج عادة مرفقة مع برامج أخرى أنت تنزلها عندك على جهازك، مثل برامج بي تو بي (P2P)، مثل البرامج المستخدمة لإنزال الموسيقى أو افلام الفيديو وما شابه مثل كزا (Kazaa)، أو إيدونكي (eDonkey) أو أيريز (Ares) أو موفيوس (Morpheus)، او آيميش (iMesh).

للتخلص منها يمكنك إنزال برنامج مجاني مثل آد أوير (Ad-Aware) وربما هو من أشهر البرامج التي تزيل السبايوير، وعلى فكرة برامج النورتون والمكافي الأفاست ليست متخصصة في السبايوير وإن كانت تساهم في إزالة بعضها. قبل أن تفرمت جهازك جرب البرامج المضادة المتخصصة في السبايوير، ستتفاجئ أن كبيوترك يتستعيد عافيته بعد التنظيف.

فيشنج: هذا النوع من البرمجيات خطير، وخصوصا أن الكثير من الناس تقع فيه من غير علم، فتقدم كلماتها السرية بكل سهولة ومن غير معرفة أنها خدعت. احيانا تصل لك رسالة في الإيميل تخبرك بالذهاب إلى صفحة الفيس بوك لإضافة صديق أو الهوت ميل لتغيير الباسورد أو البنك أو الأمازون للتعديل على رقم الفيزا، ويوضع رابط في أسفل الإيميل، فتضغط على اللينك وتذهب للصفحة المرجوة، وتقوم بإدخال الباسورد فيها أو رقم الكرت، ولكن ما لا تعلمه أن هذه الصفحة هي صحفة شبيه بالأصلية، قام ببرمجتها مخربين لتظهر كالأصلية، وتنخدع فتقدم معلوماتك على طبق من ذهب لهم.

بعض المتصفحات تقوم بالتنبيه إذا كانت الصفحة مشكوك فيها، ولكنها لا تدقق بشكل كبير، ولذلك أنا أنصح أنه حينما تضغط على رابط وصل لك في إيميل ان تتأكد من العنوان في أعلى المتصفح، حتى تتأكد من صحة العنوان، وأنا أنصح إذا كانت الصفحة حساسة مثل البنك أن تتوجه إليها شخصيا من غير الضغط على اللينك الذي في الرسالة.

لمعلوماتك

أود أن أشرح المقاييس التي يقوم عليها القرص الصلب الموجود في الكمبيوتر وربما ستندهش بنفس مستوى اندهاشي به على الرغم من أن الكمبيوتر هو تخصصي، القرص الصلب هو بكل بساطة الجهاز الذي يتم تخزين معلومات الكمبيوتر عليه، ولكن ما ليس ببسيط هو ما بداخله، سأذكر قطعتين منه فقط: القرص (أو الأقراص) ورأس الإبرة الممغنطة، القرص هو الأسطوانه التي يتم مغنطتها عن طريق رأس الإبرة لتخزين المعلومات. لنزكز فقط على هاتين القطعتين ولننسى الباقي. الذي يحدث بالداخل هو أن القرص يدور حول محوره، والإبرة تسبح على سطح الهواء بمسافة 15 نانومتر عن القرص (شعرة الإنسان اكبر منه بـ 1500 مرة تقريبا)، وتقوم الإبرة بمغنطة القرص أثناء دورانه بسرعة متوسطة تصل إلى 86 كيلومتر في الساعة، وعندما أقول “مغنطة أقصد أن رأس الإبرة يمغنط نقاط صغيرة جدا يصل طولها إلى 65 نانو متر بجانب بعضها البعض، تخيل نفسك وانت تحاول أن ترسم نقاط بهذا الحجم على الشارع وأنت تقود السيارة، مستحيل!

ربما لم تصل الفكرة، لنكبر هذه المسافات والسرعات بنسبة وتناسب حتى نصل إلى فهم معنى هذا العالم الصغير. تخيل لو أننا كبرنا القرص ليغطي الكويت كلها، الآن، لنكبر باقي المكونات بنفس النسبة،عندها ستكون الإبرة أطول من برج التحرير بمرة وثلث، وستكون طبقة الهواء التي تطير عليها هذه البناية الهائلة فوق أرض الكويت ارتفاعها إثنان نصف سنتيمتر. ولكانت سرعة دوان القرص تقريبا 135 مليون كليومتر في الساعة، وتكون المسافات التي تمغنطها البناية الهائلة هي 10.3 سنتيميتر. أي حتى مع هذه الأحجام الهائلة: قرص يغطي أرض الكويت، وإبرة بحجم ناطحات السحاب، نجد أن المسافات التي تعمل عليها هذه الأحجام لا تزال في منتهى الصغر. وتخيل لو أن مركبة انطلقت بهذه السرعة إلى الشمس لاستغرق سفرها ذهابا ساعة وعشر دقائق فقط. ^[6]Youtube: Inside of Hard Drive