انفجار القنبلة
بتاريخ 5 مايو 1945 خرج القسيس آرتشي ميتشل (Archie Mitchel) مع زوجته وخمسة أطفال لنزهة في منتزه بلاي (Bly) في أورغان الولايات المتحدة الأمريكية، توجه الأطفال بعيدا عن السيارة التي أقلتهم وإلى جدول أسفل التلة، ذهبت معهم إلزي (Elsie) زوجة آرتشي لكي تراقبهم، فقد كانوا من أسر متفرقة، وقد اؤتمن القسيس وزوجته عليهم.
لاحظت الطفلة جوان باتزكي (Joan Patzke) جسما غريبا مرميا على الأرض، فنادت بقية الأطفال ليشاهدوه، فاجتمع الأطفال وإلزي من حوله.
في تلك الأثناء أخرج آرتشي من السيارة باقي مستلزمات النزهة من أطعمة وسنارات لصيد السمك، رفع رأسه على صوت مناداة زوجته: “أنظر ماذا وجدنا، يبدو أنها بالونة”، وقد كانت هي والأطفال على بعد 50 مترا منه. لقد سمع آرتشي إشاعات عن بالونات يابانية.
لا تنسى أن تدعم السايوير بودكاست من خلال Patreon، كن مع الداعمين.
Become a Patron!
مد أحد الأطفال يده ليمسك بالجسم المرمي بالقرب من البالونة المفرغة، وفي نفس الوقت الذي أراد أرتشي أن يحذرهم من أن يلمسوها، وقبل أن يتفوه بالتحذير… “بوم!!!!” بصوت عال، انفجرت القنبلة، وتمزق من حولها واحترقت زوجته.
تطايرت الشظايا في كل جانب، ولولا أن فصلت الأشجار بين آرتشي والقنبلة، لكان هو أيضا هدفا لشظاياها. ركض آرتشي لحيث ما استقر جسد زوجته، حاول إطفاء النيران بيده، ولكن حتى وإن استطاع أن يطفئها إلا أنه لم يفلح في إنقاذها، فقد جرحت في عدة أمكان في جسدها، فتوفيت! أما جوان باتزكي فصارت مع الموت لدقائق، ولكن لم يسعفها وجودها خلف الأطفال حين انفجرت القنبلة، فتوفيت هي أيضا بعدهم بدقائق.
أسرع ثلاثة رجال إلى مسرح الانفجار إثر صوت القنبلة التي كونت حفرة قطرها 1.5 مترا، فقد كانوا بالمقربة، ورأوا أجزاء الجهاز الذي انفجر وقد ألقي على مسافة 120 مترا من مكان الانفجار، وكذلك الحبال والمنطاد تناثرت أجزاؤه هنا وهناك، مع قطع أخرى برميلية الشكل قذفت بعيدا أيضا.
ذهب رجلان لاستدعاء الشريف، وأخبرت البحرية الأمريكية بهذا الحدث الشنيع.
قبل حدث انفجار القنبلة
في شهر نوفمبر من سنة 1944 ، اُكتشفت عدة بالونات، وهي إما أنها كانت تطير في الأجواء أو أنها هبطت، وقد طارت وحطت وانفجرت واحترقت في عدة أماكن في غرب الولايات المتحدة الأمريكية، اُكتشفت في البحر بداية، ثم في جزيرة هوايي، وبعد ذلك اكتشفت في مناطق أخرى، منها وايومينج (Wyoming)، ومونتانا (Montana)، وألاسكا (Alaska)، وأرويغان (Oregon)، وكذلك فإن بعضها وصل إلى كندا والمكسيك، لم يعلم أحدا من أين أتت هذه البالونات المحملة بالقنابل الحارقة والقنابل المتفجرة، ولكن كانت عليها بعض الإشارات التي تدل على أنها خرجت من اليابان، ولكن كيف عبرت المحيط الهادي من اليابان وعبر 8000 كيلو متر؟
بتاريخ 6 ديسمبر سنة 1944 ليلا، سمع رجال كانوا يعملون في منجم في ولاية وايومنيج بمنطقة ثيرموبلويس (Thermopolis) صوت يشابه فرقعة بندقية من بعيد، هكذا اعتقدوا، فلم يعبهوا بهذا الصوت لأنهم اعتادوا على سماعه بين فترة وأخرى من أثر إطلاق ناري هنا وهناك، ولكن في مكان آخر بالقرب من الانفجار، لاحظ آخرون انفجارا كبيرا على قمة جبل، مصاحبا بصفير ثم بصوت مدو، وبعد ذلك ظهرت سحابة من الدخان.
توجه الجميع لذلك المكان، ظنا من بعضهم أن طائرة سقطت، أو قنبلة انفجرت، وحينما وصلوا وهدء الدخان والغبار المثار، لاحظوا هبوط جسم يشبه المظلة (البرشوت)، وقد تعلق أسفل منه جسم أسود، ظنوا أن المظلي يحاول الهبوط بعد سقوط طائرته، ظهر من المظلة وميض قوي، ثم توجهت بعيدا عنهم.
وفي مكان آخر حيث كان هناك راعي أغنام في مزرعته، أنطلق دوي انفجار، فلاحظ المزارع أن بالونة تطير وهي على شكل بيضة تنحدر إلى الأرض، لم يستطع أن يرى مكان هبوطها بالتحديد، ولكنه رأى ومبيضا قويا منيرا ينطلق إلى السماء ليضيأها. في اليوم التالي وفي الصباح ذهب إلى مكان هبوط البالونة، فوجد صخورا مسودة، واشتم منها رائحة البارود المحترق.
في اليوم التالي كانت المدينة تعج بخبر الطائرة التي سقطت، ولكن بعد تقصى أهالي المنطقة موقع سقوط الطائرة لأيام، لم يجد أحد أي دليل عليها ولا على مظلي هبط منها. ومع التدقيق في الآثار التي خُلفت بعد الحدث، كان هناك شك كبير بأن قنبلة قد انفجرت.
بعد خمسة أيام وبتاريخ 11 ديسمبر 1944 وفي منطقة كاليسبل (Kalispell) بولاية مونتانا، ذهب حطابان إلى الغابة لتقطيع الشجر، وإذا بهم يرون مظلة تنخفض، وبعد أن انتهوا من عملهم أبلغوا الشريف بما رأوا، ثم توجهوا معا إلى المكان الذي رأيا فيه هبوط المظلة، فوجدوا منطادا مفرغا من الهواء، ومن حوله حبال تمسك بالأطراف، من غير أن يكون هناك شيء يرتبط بالطرف الآخر للحبال، لكن الشريف وجد فتيلا طويلا متصلا بقطعة اسطوانية معلقة على البالونة المفرغة.
بعد تحقيقات الإف بي آي، اُكتشف أن البالونة التي قطرها حوالي 10 أمتار صنعت من الأوراق، ألصقت ببعضها باستخدام الصمغ، وقد كتب على واحدة من تلك الأوراق بالرموز اليابانية، فترجمت هذه الحروف، وتبين أنها تدلل على “النوع 2″، وأن البالونة فُحصت بتاريخ 10 أكتوبر 1944. تحقق مختصو المناطيد في الجيش الأمريكي إضافة للإف بي آي في هذه البالونات فلم يستطيعوا أن يجزموا أنها أتت من اليابان، ولكنهم أكدوا على أنها لا تتشابه في تفاصيلها لأي صناعة أمريكية للبالونات.
ومع تجميع شظايا مختلفة للقنابل التي انفجرت بعد أن ألقتها المناطيد، لاحظ الجيش الأمريكي أن الدلائل تشير بوضوح إلى أن القنابل كانت معدة في اليابان، وأنها ربما أطلقت من على غواصات قريبة من الساحل الأمريكي، حيث لا يمكن للبالونات أن تعبر المحيط الهادي الفاصل بين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، فالمسافة بينهما هي 8000 كيلومترا تقريبا، أمر مستحيل! وتوصلوا أيضا إلى أن هدف إطلاق البالونات هو التفجير، وربما إشعال الحرائق في الغابات، أو قد يكون وأنها تحمل أفرادا من الجيش الياباني للقيام بعمليات تخريبية.
المشكلة في الفرضية الأخيرة التي تقول أن اليابان أرسلت البالونات حاملة أفراد من الجيش الياباني أنها لم تستطع أن تفسر عدم وجود أي دلائل على أجهزة تتحكم بوجهة البالونة، فكيف لليابانيين أن يبعثوا بجيشهم على متن مناطيد لا يمكن التحكم بوجهتها بدقة، وبعد دراسة أخرى مستفيضة من مجموعة من المختصين في البحرية الأمريكية تبين أن المناطيد لا تستطيع أن تحمل أكثر من شخص واحد، فألغيت فرضية حمل الجيش.
وكذلك، حتى وإن احتوت البالونات على مواد حارقة لإشعال الغابات، فمن الغباء محاولة إشعالها في نهاية أو بداية العام، فشهر ديسمبر وشهر يناير هما شهران باردان وتنزل فيهما الثلوج والأمطار، فلن تشتعل الغابات في تلك الفترة. فتوصل الجيش إلى الخلاصة أن البالونات هدفها إلقاء القنابل بشكل عشوائي على المدن.
ودلت الدراسات أيضا أن حجم البالونات يدل على أنها كانت مخصصة للارتفاع إلى مستويات عليا في الأجواء قد تصل إلى 30,000 قدم، وهنا أيضا تكمن مشكلة أخرى، فلكي تطير البالونة ستحتاج لكمية كبيرة من غاز الهيدروجين، وملئ البالونات بالغاز بكميات كبيرة سيشكل خطرا على الغواصة، فقد تشتعل البالونة وهي على سطح الغواصة.
توالت المناطيد في شهري ديسمبر من سنة 1944، وكذلك يناير من سنة 1945، وانتشرت على ولاية أوريغان بعد ذلك، وسمعت أصوات انفجارات، وبريق ونيران مشتعلة مؤقتا قبل أن تنطفئ، جمع الجيش الأمريكي العديد من هذه البالونات، وقد حصلوا أيضا على الحمولة التي تحملها والتي تكون معلقة بالحبال أسفل منها.
لأصور لكم الشكل، تخيل بالونة كبيرة على شكل كرة قطرها 10 أمتار، على أطراف الكرة حبال طويلة مرتبطة بها، كل هذه الحبال تلتقي في بؤرة أسفل البالونة، ويتعلق عليها قرص معدني مسطح، على أطراف القرص تتعلق أكياسا من التراب، ليبدو القرص والأكياس الترابية وكأن الشكل يشابه ثريا تحمل أضواء.
لاحظ الجيش الأمريكي أيضا أن هناك فتائل تشتعل إن انخفضت البالونة إلى ارتفاع 18,000 قدم، وهذه الفتائل المشتعلة تفتح جهازا يمسك بالأكياس الترابية (أو بالأثقال)، ليتخلص منها، فينخفض وزن الحمل، لترتفع البالونة إلى الأعلى، كذلك حينما تصل إلى ارتفاع 21,000 قدما، فإن هناك جهازا يسرب كمية الهيدروجين منها لتنخفض مرة أخرى.
ماذا يعني ذلك كله؟ ذلك يعني أن البالونة كانت معدة بحيث تبقى في الجو لفترات طويلة، فتطير مرتفعة إلى السماء، فإن ارتفعت كثيرا خففت من الغاز الذي يحملها إلى الأعلى لتنخفض، إن انخفضت رمت الأكياس لترتفع مرة أخرى، وهذا يعني أنها ربما سافرت مسافات طويلة، وهنا بدأ الشك بأن البالونات أطلقت من الأراضي اليابانية، وليس كما كان يعتقد أنها أطلقت من على متن الغواصات القريبة.
اتضح بعد ذلك أن اليابانيون استطاعوا صناعة مناطيد بتكلفة منخفضة وبأعداد كبيرة، لإرسال قنابل على الولايات المتحدة، بل إن الجيش الأمريكي اكتشف أن على القرص المعلق وضعت قنبلة في الوسط، ذيلها إلى الأعلى، أنفها إلى الأسفل، وكانت تلقى إلى الأرض لتنفجر، بالإضافة إلى ذلك، فقد كان من ضمن حمولة المنطاد القنابل الحارقة المكونة من مادة الثيرمايت. وهي مادة حارقة شديدة الاحتراق، بإمكانها اختراق الفولاذ من شدة حرارتها، وإن أشعلت فمن الصعب جدا إطفاؤها، وقد استخدمها الألمان في الحرب العالمية الثانية حيث ألقتها على البيوت، فأحرقت مدنا بالكامل، وهي اليوم مادة محضورة الاستخدام في الحروب، إلا أنه لا تزال بعض الدول تستخدمها.
بدأت وكالات الأخبار تتحدث عن ظاهرة البالونات في مناطق متعددة، لم تكن الوكالات الإخبارية تعلم بتفاصيل الموضوع بعد، فالجيش الأمريكي لم يطلع الناس على الأخبار ولا على المعلومات المكتشفة، بل إنه اتخذ خطوة أكثر جرأة، وأرسل الأوامر إلى جميع وكالات الأخبار بالتوقف عن نشر أي خبر عن البالونات، وعللت السبب في هذا التعتيم الإعلامي بأن نشر مثل هذه المعلومات قد يساهم في بث الذعر في المجتمع ككل، علاوة على ذلك فإن أي وصف لمكان هبوط المناطيد والانفجارات قد يقدم للعدو الياباني معلومات تساهم في تحسين من قدرته الهجومية. وبالتالي قد يساهم النشر في قتل الأبرياء.
بل ذهب الجيش إلى أبعد من ذلك، فقد اعتقد أن البالونات هي مجرد اختبار أولي، حتى إن أتى الوقت المناسب، فإن اليابانيون قد يحملون على متنها أسلحة كيميائية أو بيولوجية، وهذا ينذر بخطر كبير جدا، ولكن لم تكن هناك أي أدلة واضحة على ذلك، إلا أنه من المهم أخذ كافة الاحترازات الأمنية، ومن المهم أيضا عدم الإفصاح بوسائل الأخبار عن أية معلومات.
وفي تاريخ 13 يناير 1945 جمعت أجزاء الجهاز المعلق بإحدى المناطيد على الحدود بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وبدت وكأنها تحتوي على مواد كيميائية، فأثيرت المخاوف بأن اليابان فجرت سلاحا بيولوجيا، ولكن بعد التحري واستدعاء المختصين، وبعد أن أقيمت التجارب على الفئران باستخدام المواد التي جمعت، لم تكتشف موادا كيميائية ولا وموادا بيولوجية ضارة يمكن استخدامها كسلاح، اتضح بعد ذلك أنها موادا استخدمت في البطارية المحملة على المنطاد. حتى بعد ذلك حينما لاحظ المزارعون وجود علام مرضية غير اعتيادية، وموت بعض الحيوانات بعد مرور البالونات فوقها، لم يجد أحد دليلا على حمل البالونات أي مواد كيميائية.
حاول الجيش الأمريكي أن يكشف عن مكان المناطيد باستخدام الرادار، ولكنه لم يفلح، خصوصا أنها لم تحتوي على المعادن الكافية لكشفها، حتى أنهم قبضوا على بالونة سليمة يمكنها الطيران، وملأوها بالهيدروجين، وطيروها في الأجواء، وجربوا مسح السماء باستخدام الرادار ولكنهم لم يستطيعوا التقاطها به.
من ضمن محاولات الجيش الأمريكي لمعرفة الجهات التي أتت منها البالونات قررت أن تستدعي المختصين بالأرصاد الجوية، وطلبوا منهم أن يعدوا خرائط هوائية لمعرفة المسار التي تتخذه، وكذلك طلبوا منهم أن يعدوا تنبؤات بحالة الطقس يوميا، ولكن لم يكن من السهل على العلماء معرفة حالة الطقس بدقة، وكانت معظم محاولتهم بالتنبؤ بمسار البالونات فاشلة فالطقس يتغير باستمرار.
وفي تلك الأثناء حاول المحققون أن يكشفوا النقاب عن المعلومات المكتوبة على البالونة، علهم يجدون أي خيوط تدلهم على مكان إنتاجها في اليابان، فوجدوا أرقاما متنوعة على كل منها، فمثلا وجدوا الأرقام التالية: 3060، و93، و26، و2569، و2647، وهكذا، فاعتقدوا أنها تدل على الرقم التسلسلي للبالونات، وإن كان هذا الاعتقاد صحيحا، فهذا يعني أنه أطلقت أكثر من 3000 بالونة حتى ذلك الوقت، ولكن الأرقام بتسلسلها لم تدل على هذه المعلومة، فالرقم لم يتناسب مع تسلسل وصولها إلى الولايات المتحدة.
أحد الأرقام كان 13821، فظن الأمريكان بحسابهم هذا العدد مقسما على الفترة الزمنية التي بدأت البالونة بالظهور، أن بعض أجهزة البالونة يتم إنتاجها بمعدل 4800 وحدة في الشهر، رقم مخيف، هذا يعني أن اليابان ستبعث بعدد هائل منها في الأشهر القادمة، حتى أن بعض الأجهزة ظهرت وكأنها كانت مصنعة باليد، ثم بعد ذلك انتجت مصنعيا، وهذه أيضا دلالة على سرعة إنتاجها، فازدادت المخاوف.
تمكن الجيش الأمريكي من الكشف عن مكان صدور البالونات بالضبط من خلال حفنة من التراب الناعم الموجود في الأكياس، حيث قدموها لعلماء الجيولوجيا، و بعد دراستهم لها تحت المجهر اكتشفوا وجود طحالب ميكروسكوبية، وأحافير تعود إلى متوسط 3 مليون سنة في الماضي، وخلايا أحادية من نوع معين، وأمور أخرى، كل ذلك دلهم على أن التراب أتى من الشاطئ، وبعد مقارنة المواد التي فيه توصل العلماء أن هذا التراب لم يكن ليأتي إلا من بلد واحد وهو اليابان، وبالتحديد من مدينة سينداي (Sendai) شمال شرق طوكيو، وعلى أحد شاطئين وهما شيوغاما (Shiogama) بالقرب من سينداي وكذلك إي – تشي – نوميا (Ichinomiya) غرب طوكيو.
في شهر فبراير ومارس ارتفعت عدد المناطيد إلى 150، سواء أكان ذلك في الولايات المتحدة أو كندا، فبدأ التعاون بين البلدين، حتى أن الولايات المتحدة أبلغت المكسيك بأنها قد ترى مثل هذه المناطيد لديها، وطلبت منها التكتم على الموضوع، وبالفعل نزلت بالونتين هناك. ولكن بحلول شهر أبريل، صادف وأن اكتشف طيار 24 بالونة بالونة على ارتفاع 30,000 قدم، فلاحقها هو و27 طيارا آخرون وأسقطوا 10 منها، وبعد تصويرها أطاحوا البقية.
هدأت الرياح، لم تعد بقوتها في الأشهر الماضية، ولم تعد البالونات قادرة على اجتياز المحيط، ولذلك انخفضت أعدادها، إلى أن توقفت نهائيا في شهر 6، وبقيت بعض القنابل هنا وهناك على أراضي الولايات المتحدة، حتى ذلك اليوم المشؤوم الذي انفجرت فيه واحدة من تلك القنابل بزوجة القسيس آرتشي ميتشل هي والأطفال الذين كانوا معها، بعد هذه الحادثة لم يتمكن الجيش من السيطرة على الإعلام، وأحس المسؤولون أنه من الضروري إعلام الشعب بما حدث، حتى يتفادى أي شخص يرى مثل هذه البالونات العبث بها، وبذلك بدأ الإعلام بنشر المعلومات في الأخبار.
بتاريخ 8-9 من شهر مارس 1945 جهزت الولايات المتحدة طائرة B-27، وأطلقتها من الصين، وتوجهت إلى طوكيو، ألقت عليها القنابل الحارقة فدمرت المدينة، وقتلت في هذه الحملة حوالي 90,000 نسمة. تدمير مريع، فاعتقد الأمريكان أن البالونات انخفضت أو توقفت بسبب الحملة الكبيرة من التدمير، وخصوصا أن المدنية كانت تحتوي على المصانع الحربية بين المنازل، ويعتقد أنها دمرت أثناء هذه الحملة.
عدد البالونات التي أرسلت على الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن معروفا آنذاك، ولكن قدرت على أنها حوالي 600 بالونة، ولكن عُدل على هذا الرقم لاحقا ليكون أقرب للصحة مع الحصول على معلومات أكثر، فقد قدرت على أنها تصل إلى 300 بالونة، من أصل 9000 أرسلت عبر المحيط، وهذه الإحصائيات تعتمد على الأجواء التي تنتقل هذه البالونات إلى المنطقة.
القنبلة الذرية
بتاريخ 5 أغسطس سنة 1945، جهزت الولايات المتحدة الطائرة B-29 الملقبة بإنولا غي (Enola Gay)، وعلى متنها القنبلة الذرية، وتوجهت الطائرة إلى اليابان، وألقت القنبلة الملقبة بالولد الصغير (Little Boy) اليوم التالي على هيروشيما، مسحت القنبلة 4 ميل مربع من المدينة، وقتلت في ضربة واحدة 70,000 شخصا لحظيا، وبعد ذلك توفي من اليابانيون من جراء الإشاعات النووية بقدر بنفس العدد توفوا من إثر الانفجار، ثم ألقيت القنبلة الأخرى بعد ذلك على ناكازاكي بتاريخ 9 أغسطس، وقد كانت هذه القنبلة أقوى بكثير من الأولى، فقتل 80,000 شخص في آن واحد.
استسلمت اليابان في نفس الأسبوع.
بعث الجيش الأمريكي بمجموعة من العلماء إلى اليابان لدراسة علوم اليابانيون المختصة بالحرب وأمور أخرى، وشملت الدراسة المناطيد، وكتب تقرير لقب باسم تقرير كومبتون (The Compton Report)، قام الفريق بفحص المختبرات اليابانية، ومقابلة الأشخاص ذوي السمة الرسمية في الدولة، ووجدوا أن الكثير من المعلومات دمرت حتى لا تقع في أيديهم، ولكنهم استطاعوا مقابلة حوالي 300 عالم ومهندس.
واحد من أولئك الأشخاص كان اللوتيننت كولونيل تيراتو كونيتاكي (Terato Kunitake)، وهو أحد الأشخاص الذين عملوا على البالونات، وصرح لهم أن اليابان أرسلت حوالي 9000 بالونة على الولايات المتحدة، وكان مقررا أن تصنع 20,000 منطاد، وقد كلفتهم المناطيد حوالي 2000 دولار، ولم يكن هدفها سوى رفع معنويات الشعب الياباني، بعد أن أصيب بصفعة سنة 1942، حيث شنت الولايات المتحدة هجمة بسيطة على اليابان أضعفت معنوياتهم، وكانت هذه هي أول غزوة على اليابان بداخل أراضيها، صفعة قاسية جدا معنويا.
المشكلة التي واجهت القيادة اليابانية هي عدم وصول أية أخبار تدل على كفاءة المناطيد، حتى أنهم في إحدى الأشهر وجدوا خبرا في جريدة صينية عن انفجار منطاد في الولايات المتحدة، وإذا بالجيش الياباني يضخم الأخبار، وجاء في بث إذاعي التالي:
عشرات الآلاف من الناس قتلوا، واحد من أسلحتنا تسبب في حرائق لمدينة كاليسبيل، بموتانا، ولأشهر فإن سكان غرب الولايات المتحدة كانوا يرون أجساما تطفو في السماء باتجاه الشرق ليلا، كل منطاد من النوع السري يستطيع أن يحمل عدة أشخاص، وسيأتي اليوم الذي ننزل فيه ملايين الجنود اليابانيين على التربة الأمريكية.
مع علم اليابانيون بأن المناطيد لم تأتي بنتيجة جادة في الحرب إلا أن أنهم أرادوا أن يكملوا إرسالها لرفع معنويات الشعب.
وكذلك تبين من التحقيقات أن الجيش الياباني لم ينو أن يرسل أسلحة كيميائية أو بيولوجية. وتبين أيضا أنهم أوقفوا إرسال المناطيد في منتصف شهر أبريل. وذلك لأن اليابان فقدت الكثير من مواردها، ولم تستطع دعم إنتاج البالونات، فلم تكن هناك أوراقا كافية، ولم يكن انتاج الهيدروجين مناسبا، أضف لذلك فإن الهجمة الأمريكية في شهر مارس أعاقت وسائل التنقل والإنتاج.
قبل إرسال المناطيد
قرر الجيش الياباني الرد على الغارة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1942 على توكيو، والتي لقبت بغارة دو ليتل (DoLittle)، قام بها الجيش الأمريكي بعد أن انتكست هي بغارة يابانية سنة 1941 على ميناء بيرل (Pearl Harbor)، كانت ضربة دو ليتيل صغيرة ومحدودة، الهدف منها هو الثأر، ولكنها وإن كانت بسيطة ولم تتسبب بالأضرار المادية الكبيرة، إلا أنها أضعفت معنويات الشعب الياباني، وخصوصا أن بلادهم لم يصل إليها أحد في الحرب العالمية الثانية بعد، وكان لديهم الإيمان الراسخ بالإمبراطور، والثقة بأن أراضيهم لن يصلها أحد، في مقابل انخفاض معنويات الشعب الياباني ارتفعت معنويات الشعب الأمريكي.
باشر الجيش الياباني بعد غارة دو ليتل بالتحضير للانتقام، فطلب من العلماء والمهندسون من المؤسسة البحثية التقنية التاسعة أن يجهزوا طريقة لضرب الولايات المتحدة. أنشأت هذه المؤسسة سنة 1927 للأبحاث العلمية المختصة بالحرب، بدأت بإنتاج أدوات تجسسية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى صناعة المواد الكيميائية من سموم وأسلحة بيولوجية، وأسلحة حربية متنوعة، وكلما كانت تنتج سلاحا جديدا كانت تنهي اسم السلاح بالكلمة غو (go)، فمثلا أنشأت الدبابة، وأسمتها آي-غو (I-go)، وأسمت صاروخا باسم رو-غو (Ro-go)، وهكذا.
بدأ العلماء بعصف ذهني، وكان من ضمن ما فكروا به هو إرسال طائرات محملة بالقنابل من اليابان إلى الولايات المتحدة لإسقاطها على المباني، اجتياز هذه المسافة كلها يتطلب أن تكون الطائرة خفيفة وخالية من أي أجهزة ثقيلة، حتى لا تصرف الكثير من الوقود لقطع المسافات الطويلة، بدلا من ذلك ستكون الطائرة محملة بالوقود من الداخل. فكروا أيضا بإطلاق طائرات من الغواصات، وتكون لها عوامات، بحيث تحمل قنابل حارقة تلقيها في الغابات، فأقامت تجربة عند السواحل الامريكية، ولكن الطائرة اكتشفت هي والقنبلة التي ألقيت، ولم تلحق الغابة بالأضرار حيث تمكنت الولايات المتحدة من إطفاء النيران بسرعة، لذلك ألغت البحرية الإمبراطورية اليابانية جميع الخطط، لأنها لم تكن واقعية.
تسمية فو-غو
أرجع الجنرال سويكي كوسابا (Sueki Kusaba) المتخرج من جامعة طوكيو الإمبراطورية، والمتمرس في الفيزياء، إلى المؤسسة البحثية ليشارك بأفكاره، ووُضع في وحدة تجارب إطلاق المناطيد المستخدمة لقياس حالة الطقس ليحولها إلى مناطيد تحمل المعدات الحربية لمسافات طويلة. لقد كانت هناك تجارب سابقة لتحويلها إلى أدوات حربية، ولكنها كانت تصل إلى مسافة حوالي 120 كيلو متر. فبدأ الجنرال هو وفريق من الجيش العمل على المناطيد، ولقبت باسم فو-غو (Fu-go)، والكلمة مشتقة من فُوزِن (Fusen) أو منطاد.
أخذ الجنرال كوسابا البالونات التي صنعت سنة 1930، وعدل عليها تتناسب مع الرحلات الطويلة، عمل هو الفريق لمدة سنة حتى طورت بحيث تستطيع الطيران على ارتفاع 25,000 قدم ولمدة 30 ساعة، وكان من المفروض أن تطلق هذه البالونات عن بعد من الساحل الأمريكي، بحيث تُوقّت حتى إذا ما وصلت إلى الأراضي الأمريكية تنفجر، ولكن ألغيت خطة إطارتها من الغواصات، حيث أن الحرب اشتدت، وكانت هناك حاجة لكل الغواصات.
بدأ التفكير في إرسال البالونات عبر المحيط الهادئ من اليابان إلى غرب الولايات المتحدة، المشكلة أن خلال هذه الرحلة يتغير الضغط الجوي منخفضا ومرتفعا على طول مسافة 8000 كيلومتر، بتغير الضغط ستتمدد المناطيد في النهار بارتفاع درجة الحرارة، وقد تنفجر، وفي الليل ستنضغط البالونة في الأجواء الباردة لتهبط. لذلك فهي تحتاج لأن تفرغ الغاز الذي بداخلها حينما يرتفع الضغط البالونة، وترمي من حمولتها حينما ينخفض.
بعد ذلك راجع العلماء دراسات قام بها عالم ياباني سابق منذ 1910 عن الأجواء، حيث أجرى تجارب على البالونات، فاكتشف أنها ترتفع إلى 30,000 قدم خلال نصف ساعة، ثم تتحرك بسرعة 260 كيلومتر في الساعة. ولكن الطقس يتغير من فصل إلى آخر، حيث أن سرعات الرياح في ذلك التيار النفاث الذي يدفع البالونات تنخفض في فصل الصيف، وتعود لتزداد في الشتاء، ولوحظ أن الرياح في فصل الشتاء أو ما بين شهري نوفمبر ومارس كانت تسير على نمط واضح من الدفع القوي. ولو أطلقت المناطيد في هذه الفترة ستصل إلى الولايات المتحدة بحد أقصى خلال أربعة أيام. لم يستفاد من هذه الدراسات حتى بدأت الحرب، بل إن العلماء من العالم الغربي لاحقا استفادوا منها وتطورت مفاهيم التيار النفاث إلى أبعد من ذلك.
جهزت البالونات بأجهزة لقياس الضغط الجوي وحالة الطقس، وكذلك بأجهزة لاسلكية بحيث ترسل المعلومات إلى المحطة التي أطلقتها، لمعرفة كيف ستطير، أطلقت 200 بالونة تجريبية، لم تنجح أي منها للوصول إلى الشواطئ الأمريكية، واستطاع الجيش أن يعرف خطوط التيارات بدقة أكبر.
توجه الجيش إلى مدرسة من مدارس ثانوية للبنات، طلب منهن أن يشاركوا في الحرب، فأخبرن أنهن سيشاركن في انتاج سلاح سري، فتحمست البنات للذهاب مع الجيش في هذا الهدف المهم، للعمل معهم، طاب الجيش من المدرسة التعاون هو أمرا متعارفا عليه، حيث أن الجيش كان دائما يتوجه للشباب للمساعدة في مثل هذه الأمور.
قطع الجيش أشجار الكوزو (Kozo)، واستخدمت لإنتاج الورق، وكذلك استخدموا صمغا حصلوا عليه من البطاطا اليابانية بعد أن جربوا عدة أنواع أخرى من الصمغ، وذلك لكي يلصقوا الأوراق ببعضها، وبدأت البنات بتركيب القطع على بعضها، في ساحة المدرسة التي جهزت لصناعة السلاح الياباني السري، حتى آبائهن لم يعلموا بما كن يقن به في المدرسة، وإن رجعن للمنزل وقد لطخت ملابسهن.
بعد ذلك نقلت البنات إلى مصنع حيث أن المدارس لم تكن مناسبة للعمل على الأوراق، فساحة المدرسة كانت مفتوحة، والأمطار كانت تتلف الأوراق حين سقوطها في فصل الشتاء، نقلت الطالبات هن وأخريات من مدارس أخرى للعمل في مصنع معد لصناعة البالونات، وكان المصنع في ترسانة كوكورا (Kukora). عملت الطالبات ساعات مضنية في مكان موحل رطب وحار، ولمدة 12 ساعة يوميا من غير أي راحة، ولم يقدم لهن الكثير من الطعام. مع ذلك لم تعرف الطالبات الهدف من صناعة البالونات، لم يعلمن أنهن يجهزن بالونات لأجل حمل المتفجرات إلى عالم بعيد.
صمم المهندسون صماما لكي يسرب غاز الهيدروجين الذي ملأ البالونات، حتى إذا ما ارتفعت إلى مستويات عالية، وانخفض الضغط، ينفتح الصمام ليسرب القليل من الغاز، ثم ينخفض المنطاد إلى الأسفل مرة أخرى، وبذلك يبقى في التيار على ارتفاع 30,000 قدم، وفي المقابل جهز المهندسون أيضا طريقة لكي يعود للارتفاع مرة أخرى إن نزل من المستوى المقرر، حيث حمّلوا قرص المنطاد أكياس ترابية، بحيث يقوم جهاز قياس الضغط الجوي بإفلات الأكياس كلما انخفضت البالونة إلى الأسفل، فتعود لترتفع إلى الأعلى.
أطلق أول منطاد تجريبي متكامل (في ما عدا القنابل) بتاريخ 29 نوفمبر 1944، وعلى متنه أجهزة إرسال، ترسل إشارات حتى يعلم الجيش إن كان المنطاد لا يزال في السماء، ونجحت التجربة الأولى وكذلك التجارب التي تلتها، بعد ذلك وضعت القنابل الحارقة، والقنبلة الرئيسية، على متن المناطيد بالإضافة للأكياس، حتى تلقي البالونة حمولتها من الأكياس الترابية على مدى الرحلة، حتى إذا ما نفذت كل أكياس التراب يلقي المنطاد بحمولته من القنابل المتفجرة، بعد ذلك تنفجر القطعة المعدنية في الأسفل لتطير البالونة إلى السماء بلا أثقال، لتحترق هي الأخرى بسبب مواد حارق خصصت لتخفي أثرها، بذلك يتحقق الذعر في الولايات المتحدة، لأن السماء تمطر القنابل، من حيث لا يعلمون.
وبتاريخ 3 نوفمبر 1944 وفي تمام الساعة الخامسة صباحا أطلقت البالونة الأولى المحملة بالقنابل. وكانت هذه هي أول مرة تطلق فيها قنابل لتعبر القارات من غير قيادة البشر لها.
عودة إلى ما بعد انتصار أمريكا على اليابان
في سنة 1987 وصلت رسالة إلى المدرسة التي درست الطالبات اللاتي صنعن البالونات في الحرب، وأخبرتها الرسالة أن بسبب هذه البالونات توفي 6 أشخاص أبرياء ذهبوا للتنزهة من جراء انفجار قنبلة. تأثرت المدرسة كثيرا بما علمته من مشاركتها هي والطلاب في قتل الأبرياء، فجمعت الطالبات وصنعن 1000 طائر كركي من الورق (وهو رمز للسلام في اليابان، والشفاء، والتسامح)، وأرسلت كلها إلى أسر الذين توفوا بمدينة بلاي في الولايات المتحدة الأمريكية، وكتبت لهم رسالة جاء فيها: “لقد شاركنا في بناء الأسلحة التي استخدمت لقتل أناسا، من غير أن نعرف أكثر من أن أمريكا كانت عدوتنا في الحرب، أراعنا معرفة أن سلاحا صنعناه أخذ بحياتكم حينما كنتم في نزهة، نحن مغمورون بالحزن العميق.”
طبعا هذا كان الاعتذار الذي وجه من أناس في اليابان إلى أناس في الولايات المتحدة، ولكن أتساءل إن كان هناك اعتذار من أناس في الولايات المتحدة لعشرات آلاف من الأسر الذين مزقتهم القنبلتين الذريتين. لا أدري!
ملاحظات هامة
من الملاحظات الهامة في هذه القصة هي كيفية استخدام الطرفين الأمريكي والياباني للعلماء في الحرب، فهم الذي يستطيعون اختراع أسلحة فتاكة. علاقة العلماء بالجيش هي علاقة مهمة، ولكن في تقرير كومبتون تبين أن العلاقة بين العلماء والجيش لم تكن علاقة تساهم في انتصار اليابان، بل عطل الجيش العلماء عن أداء مهامهم بالشكل المناسب، فقد ابتدأت سوء العلاقات بينهم من أثر سوء العلاقات بين بين الجيش والبحرية اليابانية، مما لم يسمح لتبادل العلم بينهما، وكذلك فإن البحرية لم تستعن بالعلماء لمعالجة المشاكل التقنية بشكل جيد، حيث أن العلماء كانوا يعاملون بالكثير من الشك والريبة وعدم الثقة، ولذلك لم يطلع الجيش العلماء على أي معلومات حربية، بل إن الجيش كان يطلب منهم أمور معينة، ويخفي عنهم أسباب الطلب، ولو أن العلماء كان يعلمون بالأسباب لربما استطاعوا تقديم خدمات أفضل، وهذا ينطبق على جميع العلاقات التي كان يقيمها الجيش مع الجهات المدنية، كما حصل مع الطالبات اللاتي جهزن البالونات.
قارن هذا مع الولايات المتحدة الأمريكية التي لديها الشفافية الكاملة أثناء تعاملها مع العلماء، حيث أنهم استطاعوا تطوير القنبلة الذرية أو باقي الأسلحة المتطورة، وإلى يومنا هذا لديهم من السلاح ما هو متقدم عن باقي دول العالم بمراحل كثيرة.
تستطيع مراجعة صفة السايوير www.sciwarepod.com (عنوان جديد) لترى الصور التي تبين شكل المناطيد وصور أخرى حول الموضوع.
المصادر
1. Fu-go: The Curious History of Japan’s Balloon Bomb Attack on America, Ross Coen
استمعت اليوم الى حلقة فو-غو وكانت بالفعل اكثر من ممتعة. نقلتني الطريقة المشوقة لسرد الأحداث والمؤثرات الصوتية والموسيقى الأكثر من رائعة، الى قلب القصة وكأني أعيش أحداثها. كل مرة استمع بها الى حلقة من حلقات السايوير بودكاست انتفع واستمتع بنفس الوقت، لكن هذه الحلقة بالذات أخذتني في “رولر كوستر” من المشاعر لاحتوائها على جوانب إنسانية و علمية في نفس الوقت، حيث انتقلت اثناء استماعي للحلقة بين الدهشة من غرابة فكرة المناطيد والانبهار بمقدار جدية هذا الشعب واصراره على تحقيق الفكرة بعد العديد من المحاولات والخطأ، الى شعوري بالحزن الشديد والبكاء بسبب تسخير كل هذه الجهود والأموال والطاقات والساعات والعلم من أجل صناعة ما يقتل الانسان وليس ما يجعله يعيش حياة أفضل. مذهل هذا العقل البشري .. كيف وهبنا الله هذه النعمة وفضلنا على سائر مخلوقاته بهذه الموهبة الجبارة، لينتهي بنا الحال الى إختراع هذه القنابل والأسلحة!!
وفقك الله يا دكتور محمد على هذا المجهود .. ومن نجاح الى نجاح ان شاء الله .. في انتظار المزيد منك.
حلقة ممتعة جدا وعلمية وغنية بالمعلومات رغم ارتباطها بالحرب لكن عبقرية اليابان ممكن الوقوف عليها وتشكر دكتور ونحن بانتظار كل حلقة وعلى احر من الجمر
شكرا لك عزيزي.
يا إلاهي كم قناتك رائعة جدًا ، لم أكتشفها إلا قبل يومين فقط ، فقط أغمض عينيك واستمع واستمتع بالقصة والطرح والأسلوب والتشويق والمعلومات الواااااافرة ! شكرًا جدًا كم أنا سعيد وممنون لك!
السلام عليكم دكتور محمد ,,,
أنا معجب بجهودك في سبيل نشر العلم و المعرفة ,,
أتمنى لك كل التوفيق ,,
السلام عليكم .. أشكرك جدا على الحلقة وأحسدك على ذوقك الفني الرائع في اختيار الفواصل!
هل من الممكن أن تخبرني باسم الموسيقى التي استخدمتها في خاتمة الحلقة .. وشكرا مقدما ..
محمد